في ظل استمرار التصعيد العسكري والقصف الأعنف على الإطلاق جراء الحرب الإسرائيلية والفلسطينية، فضلا عن الهجوم البري الكامل على القطاع، مما أسفر عن استشهاد الآلاف من المدنيين في القطاع الذي أوشك على الانهيار، وفي حين أن العملية قد تستمر لعدة أشهر، فإن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يبحثون الخيارات المختلفة لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الصراع.
كشفت تقارير أميركية أنه من الممكن أن قوة متعددة الجنسيات تضم قوات أميركية وربما عربية وأوروبية، وعملية لحفظ السلام على غرار تلك التي أشرفت على عملية حفظ السلام، ومعاهدة 1979 بين مصر وإسرائيل أو وضع المنطقة تحت إشراف مؤقت للأمم المتحدة.
وذكرت مصادر مطلعة، بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل، أن فكرة نشر قوات أميركية على الأرض، حتى لو كانت قوة رمزية، تحمل مخاطر خاصة.
ونقلت وكالة بلومبرج الأميركية، أن الحلقة الأبرز والأهم والواضحة حتى الآن ، هو أنه لا ينبغي لأي من طرفي القتال الحالي، إسرائيل وفلسطين أن يديرا الجيب.
وأدى الرد الإسرائيلي على الهجمات في 7 أكتوبر الماضي إلى مقتل أكثر من 8500 شخص، من بينهم آلاف النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وأثارت غارة ليلية على مخيم للاجئين إدانات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
في هذه المرحلة، ليس هناك ما يشير إلى أن السلطة الفلسطينية، التي تدير الضفة الغربية، ستكون قادرة على إدارة غزة حتى لو أرادت ذلك، بحسب المصادر الأميركية.
وتهدد الضفة الغربية نفسها بأن تصبح جبهة جديدة وسط الاعتقالات واسعة النطاق التي تقوم بها إسرائيل، وارتفاع عدد القتلى والركود الاقتصادي.
وحتى عام 2005، كانت إسرائيل تسيطر على قطاع غزة عسكرياً، ولكن مثل هذه الخطوة يمكن أن تثير أيضًا هجمات مسلحة جديدة، بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا للقانون الإنساني الدولي، تتحمل قوة الاحتلال مسؤوليات تجاه السكان ، كما أنه “سيتعين على إسرائيل بعد ذلك أن تتولى هذه المهمة بنفسها، كما أنه من الناحية المالية، فإن ذلك سيتجاوز قدرات البلاد”.
ولن تتمكن إسرائيل من إعادة احتلال قطاع غزة في مواجهة المعارضة من حلفائها الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة أيضاً، ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تؤثر سلبًا أيضًا على علاقة إسرائيل مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط، التي تحاول تطبيع العلاقات معها.
كما أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة والسيطرة عليها، لكن هذه الفكرة بها نقطة ضعف، حيث من المفترض أن تدير السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس -وتهيمن عليها حركة فتح- مناطق تتمتع بحكم شِبه ذاتي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.