سنوات من القطيعة بين النظام الإيراني والشرق الأوسط، شهد تواجد صراع إقليمي واضح بين البلدان، أبرزها دول منطقة الخليج ومنتصف الشرق الأوسط، ومع المصالحة الأخيرة التي تمت بين المملكة العربية السعودية وإيران في مارس الماضى برعاية صينية، فتحت أبواب استئناف العلاقات بين الدول العربية والنظام الإيراني.
وآخر توطيد العلاقات كان مع السودان، الذي أعلن أنه سيستأنف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد مرور سبعة أعوام على قطعها، وثلاثة شهور على لقاء بين وزيري خارجية البلدين، وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، إن قرار استئناف العلاقات جاء بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وإنه سيخدم مصالحهما المشتركة.
ولم يصدر بيان حتى الآن من إيران، لكن وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، قال في يوليو الماضى، إن البلدين يعملان على استئناف العلاقات بعد لقائه مع القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني علي الصادق في باكو.
يشار إلى أن السودان، الذي يمر حاليا بحرب داخلية مدمرة، قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في عام 2016.
الخلافات السابقة بين السعودية وإيران أدت إلى قرار السودان بقطع العلاقة مع طهران، لكن اليوم حدثت الكثير من المتغيرات في المنطقة والعالم، وهناك حكومة جديدة في السودان تريد تطوير علاقاتها مع الجميع، والجانبين تربطهما علاقة مشتركة في كافة المجالات ومن ضمنها المجال الاقتصادي، كما أن اللقاء الأخير بين وزيري الخارجية شهد الاتفاق على أرضية مناسبة لعودة العلاقة، خاصة مع زوال التوترات مع السعودية، وهو عامل مؤثر ومهم في قرار البلدين.
إيران مؤخراً تريد إعادة علاقاتها مع عدة دول كثيرة، في رغبة من طهران للانفتاح على العالم بشكل أكبر، موضحا أن العالم تحكمه المصالح، ولم يعد هناك اهتمام كبير والأيديولوجيات والأفكار السابقة، وميزان المصالح ربما يقود إلى الانفتاح الإيراني بشكل أوسع على القارة الإفريقية.
كما أن هناك واقعا للتحركات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تخوف محللون من “توقيت استئناف العلاقات بين البلدين، التي تأتي في وقت يشهد فيه السودان نزاعا عسكريا داميًا، مشيرين إلى أن طهران كانت لديها تدخلات سابقة في دول شهدت نزاعات انتهت بتواجد دائم لإيران في هذه الدول، ناهيك عن المخاوف من تدخل طهران بشكل مباشر في تقديم الدعم العسكري بشكل مباشر أو غير مباشر لأحد أطراف النزاع.