دخلت عملية “طوفان الأقصى” التي تقودها حركة حماس ضد إسرائيل يومها الرابع، مع استمرار الاشتباكات المسلحة ما بين الطرفين، حيث يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد أظهرت صور انتشار الدبابات الإسرائيلية في 20 موقعًا على الأقل قرب غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي استعادة السيطرة على حدود غزة.
عملية طوفان الأقصى أرعبت الجانب الإسرائيلي وحولت الاشتباكات المسلحة إلى حالة حرب، حيث استدعت إسرائيل 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، مع عزم إسرائيل شن هجوم بري؛ ردا على هجوم حماس الأكثر جرأة ودموية منذ عقود.
ومع استمرار الاشتباكات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودخول حزب الله اللبناني على خط النزاع المسلح بإطلاق صواريخ باتجاه القوات الإسرائيلية ورد الأخيرة بصواريخ مضادة، تتجه الأنظار إلى فرص مصر في الوساطة وتهدئة الأوضاع.
حيث تتسارع التحركات المصرية الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لتهدئة الأوضاع واحتواء تبعات الأزمة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجَّه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة.
وقالت مصادر في تصريحات إعلامية: إن مصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ السبت وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.
ومصر تسعى جاهدة على مدار اللحظة للدفع بمسار تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وعلى نحو يضمن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد أجرى الرئيس المصري اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية، جاء آخرها عبر اتصال هاتفي مع الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، لمواصلة التشاور والتنسيق بين مصر والأردن؛ سعياً لتهدئة الأوضاع، والتشديد على وقف التصعيد والعنف وضبط النفس.
ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مثيرة للقلق بشدة، والهجوم الفلسطيني على المستوطنات الإسرائيلية كان مفاجئاً للجانب الإسرائيلي وكشف عيوباً ستظل معهم مستقبلاً.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة: أن الموقف المصري ظهر سريعاً عقب ساعات من اندلاع الاشتباكات، بداية من خروج بيان رسمي قوي واستناداً إلى وجود خبرات متراكمة في جهود التهدئة، فضلاً عن أن مصر طرف مقبول من قِبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك استمرار التنسيق العربي بين مصر والمملكة العربية السعودية والأردن، وستوسع دور القاهرة وتجعله أكثر حيوية في تفكيك الأزمة، والنزاع الراهن تعقبه ملفات شائكة ومتشابكة بسبب حجم الضربة.
وقال النشطاء: إن عمليات حماس وكتائب القسام خارج قطاع غزة مستمرة، والإعلام الحربي ينشر صوراً لإنزال خلف خطوط إسرائيل الدفاعية وأسر عدد من الجنود. وطوفان الأقصى مستمر حسب البيان رغم طلب وساطة من مصر.
وكذلك إسرائيل طلبت وساطة مصر لإنهاء طوفان القدس، والقاهرة تحذر عبر رسالة واضحة تقول: إن حزب الله سيدخل الحرب في حال شن إسرائيل عملية برية ضد قطاع غزة، حسبما قال النشطاء.