واصلت تركيا قصفها الجوي والبري المكثف على مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال وشرق سوريا في إطار الرد المستمر على هجوم نفذه اثنان من عناصر حزب العمال الكردستاني استهدف وزارة الداخلية في أنقرة.
العملية العسكرية التركية تم وصفها بالقوية للغاية، حيث تم تدمير 15 هدفاً ومقتل 14 من عناصر “قسد” في قصف جوي ليل الجمعة – السبت، والقوات التركية قتلت ما لا يقل عن 14 مسلحاً كردياً في هجمات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا.
وتم تنفيذ ضربات قوية على أهداف تابعة لإرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون وعملية نبع السلام التي تخضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية في شمال سوريا.
وقد أطلقت تركيا حرب مسيرات تستهدف مواقع قوات قسد، ونفذت مسيرات تركية، الخميس، 17 هجوماً على مواقع لقسد أسفرت عن 10 قتلى، و5 مصابين على الأقل، وتدمير محطات مياه وكهرباء ومرافق ومنشآت، في حين أسقطت قوات التحالف الدولي، بقيادة أميركا، إحدى المسيرات. وأعلنت منظمات إنسانية تعمل في الحسكة وقف نشاطها بسبب التصعيد التركي.
في نفس الوقت، أفاد ناشطون بمقتل 16 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، خلال يومي الخميس والجمعة، فيما أصيب مائة آخرون، بينهم 31 طفلاً و24 امرأة، في تصعيد لهجمات القوات النظامية السورية وحليفتها روسيا على مدينة إدلب وريفها بشمال غربي البلاد.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصين قُتلا بضربة لمسيرة تركية على سيارة تابعة لقسد في الحسكة شمال شرقي سوريا، وأضاف المرصد أن 6 أشخاص قتلوا، وأصيب اثنان آخران، في استهداف طائرة مسيرة تركية موقعاً عسكرياً في قرية تل حبش، جنوب عامودا بريف القامشلي في محافظة الحسكة.
وقد استهدفت مسيرة أخرى نقطة عسكرية لقسد في بلدة الجوادية بريف القامشلي، وقرية طويلة بريف تل تمر، شمال غربي الحسكة.
وتعاني سوريا من أزمات متتالية بسبب القصف التركي، حيث بات الوضع الصحي في المنطقة في أزمة كبرى،
حيث هناك العشرات من المصابين بمتلازمة الهرس بعد معاناتهم لفقد أطرافهم نتيجة لزلزال فبراير الماضي. ولم يملك الشمال الغربي الكوادر الطبية المختصة لعلاج تلك الإصابات العاجلة، وكانت النتيجة وفاة البعض وإعاقة غيرهم، بسبب مضاعفات كان بالإمكان تفاديها في حال وجود رعاية صحية كافية.