أزمة كبرى عاشتها الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، بداية من أزمة الإغلاق الحكومي الذي تم إنقاذه في آخر دقائق عن طريق توقيع من الرئيس الأميركي بايدن، ومن ثَم يصوت مجلس النواب لتنحية رئيسه الجمهوري كيفين مكارثي، في خطوة تاريخية تركت مجلس النواب في فراغ تشريعي حتى التوافق على رئيس له للمرة الأولى بالتاريخ.
الجمهوريون هم الكتلة الأكبر بالبرلمان، ولكن لم يشفع ذلك للرئيس مكارثي الجمهوري، حيث صوت 216 نائباً ضد مكارثي، ومنهم 8 جمهوريين، مقابل 210 داعمين له؛ ما أدى إلى تنحية رئيس مجلس النواب للمرة الأولى في التاريخ الأميركي.
ويصف المحللون أن ما حدث هو جزء من معركة بايدن وترامب، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية 2024، حيث بناء على مذكرة قدمها النائب عن فلوريدا مات غايتس الذي ينتمي إلى الجناح اليميني المتشدد الموالي للرئيس السابق دونالد ترامب، لعزل رئيس مجلس النواب تم التصويت.
وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه في نهاية الأسبوع الماضي، عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنب إغلاق حكومي، وسبب الغضب العارم الذي أثاره هذا التعاون هو أن المحافظين المتشددين اعتبروا أن مكارثي حرمهم فرصة فرض تخفيضات هائلة في الميزانية.
ووفقاً لقواعد الكونغرس، في حالة خلو منصب رئيس المجلس، فإن العضو التالي المسمى في قائمة ترشيحات البدلاء التي قدمها مكارثي إلى مجلس النواب عند توليه منصبه، سيصبح رئيساً مؤقتاً، حتى يتم انتخاب رئيس للمجلس.
وهذا العضو هو النائب باتريك ماكهنري من ولاية كارولاينا الشمالية، وبالتالي تم تعيينه رئيساً مؤقتاً.
وبعد أن يتولى الرئيس المؤقت مهامه من المفترض أن يكون الإجراء التالي الذي ينبغي العمل عليه هو اختيار رئيس جديد، ومن غير المرجح أن يستمر مجلس النواب في العمل كالمعتاد دون اختيار رئيس جديد.
وفي هذه المرحلة، ليس من الواضح من هو الشخص الذي يمكنه حشد الدعم الكافي للفوز بالمنصب، وأخبر مكارثي زملاءه الجمهوريين، مساء الثلاثاء، أنه لن يترشح لمنصب رئيس مجلس النواب مرة أخرى.
ويتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة تبلغ 221 مقابل 212، ولم يتمكن مكارثي من أن يصبح رئيساً إلا من خلال تقديم سلسلة من التنازلات للأعضاء الأكثر تحفظاً.