على الرغم من وفاة جماعة الإخوان الإرهابية إكلينيكياً منذ 2013 إثر ثورة شعبية بدأت في مصر وانتهت بثورة أخرى في تونس ضد الإخوان عقب عشرية سوداء حكمت بها البلاد حتى عام 2021، إلا أن الجماعة تحاول أن تكون مؤثرة في ظل فقدانها لوضعها الرئيسي بدولة الشتات “تركيا”.
وتستغل الجماعة الإرهابية الوضع الأميركي أفضل استغلال مع اقتراب الانتخابات الأميركية في 2024، وما تشهده من صراع كبير بين جو بايدن ودونالد ترامب، تحاول الجماعة أن تكون مؤثرة عن طريق التوغل داخل أروقة الجاليات العربية والتأثير في أصواتهم بالانتخابات.
تقترب أعداد مراكز الدراسات السياسية حول العالم من الثمانية آلاف مركز، يتواجد منها في الولايات المتحدة وحدها قرابة الثلث، وفي عام 2013 وصلت ميزانية أكبر عشرين مركز دراسات سياسية في الولايات المتحدة إلى نحو مليار دولار أميركي، وهو ما يساعد الجماعة الإرهابية في الانتشار.
وتستغل الإخوان احتكار الدين الإسلام في أميركا، واستخدام التقية الحركية، واستغلال الأقليات والجاليات والهدف هو استهداف الدوائر الحكومية الأميركية في جميع الفروع الثلاثة التنفيذية والقضائية والتشريعية” على المستوى الفيدرالي والمحلي هو الأوضح في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 2004 تم كشف النقاب عن عدد من الوثائق الخاصة التي وجدها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، والتي أثبتت مسؤولية الجماعة عن تأسيس عدد من الجمعيات التي احتضنت رموز الجماعات الإرهابية والفكر الأصولي مثال أنور العولقي الملهم الروحي لتنظيم القاعدة والذي تولى رئاسة فرع جمعية الطلاب المسلمين بجامعة كولورادو الأميركية، وكذلك عمر شفيق همامي زعيم حركة الشباب الصومالية الذي تولى رئاسة فرع جمعية بجامعة ألاباما الأميركية، ورامي زمزم أحد مقاتلي حركة طالبان، ومنذ ذلك الحين تسيطر الجماعة على قواعد كبرى داخل أميركا تهدف إلى خدمتها كمؤسسة وجماعة تحاول إثبات شرعيتها.
حيث تم التسلل والاستيلاء على المنظمات الإسلامية القائمة لإعادة تنظيمها مع أهداف الإخوان المسلمين، وكذلك إشراك المسلمين الملتزمين أيديولوجياً في المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً على جميع المستويات في أميركا والغرب، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة والنقابات العمالية، واستخدام المؤسسات الغربية القائمة بشكل فعال حتى يمكن تحويلها ووضعها في خدمة الإسلام، وكذلك إقامة تحالفات مع المنظمات الغربية “التقدمية” التي تشترك في الأهداف نفسها.
وفى وقت من الأوقات كانت الجماعة تضم قائمة عناصر بارزين في محيط الساسة الأميركيين ومنهم رشاد حسين، مبعوث إدارة أوباما إلى منظمة التعاون الإسلامي والمسؤول عن تقديم المشورة بشأن الأمن القومي والتواصل مع المسلمين، وهوما عابدين، نائبة رئيس موظفي وزارة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون.