أزمة قاتلة وإعصار مدمر أكل كل شيء أمامه، ومدينة درنة أصبح نصفها داخل البحر المتوسط، إثر إعصار دانيال الذي دمر شرق ليبيا وجعل مدينة درنة عبارة عن منازل مهدومة أو منازل تحت مياه البحر.
ويقدر عدد ضحايا الإعصار بالآلاف وسط عائلات جارٍ البحث عنهم عن طريق فرق الإنقاذ المختلفة التي تسعى حالياً للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض أو في مياه البحر التي أكلت منازل العائلات المتواجدة بها، ومع الوقت عادت آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض بعد أن دمرت الفيضانات المباني وجرفت كثيرين إلى البحر.
ويكافح السكان وعمال الإغاثة في مدينة درنة الليبية للتعامل مع الجثث التي بدورها أصبحت أزمة كبرى في البلاد، ومنظمات الإغاثة تكافح الوقت لتجميع الضحايا ومحاولة دفنهم، ولكن هناك تحذير صادر من منظمة الصحة العالمية للسلطات في ليبيا بعدم دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، قائلة: إن هذا قد يتسبب في مشكلات نفسية طويلة الأمد للعائلات، أو قد يحدث أخطاراً صحية إذا كانت الجثث مدفونة بالقرب من المياه العذبة.
وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ أن تعرضت ليبيا لأمطار غزيرة، حيث تعاني ليبيا من جثث متناثرة في الشوارع، أو تعيدها الأمواج للشاطئ، أو مدفونة تحت المباني المنهارة والأنقاض، ودمرت السيول والفيضانات مساحات واسعة من مدينة درنة في شرق ليبيا عندما اجتاحت مجرى نهر يخلو عادة من الماء وأدت لانهيار سدين وأسقطت مباني بأكملها بينما كانت العائلات نائمة.
وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، يوم الجمعة، إن أكثر من خمسة آلاف شخص في عداد القتلى، مع تسجيل 3922 حالة وفاة في المستشفيات، كما نزح أكثر من 38640 في المنطقة الشمالية الشرقية التي ضربتها الفيضانات.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، في مؤتمر صحفي في جنيف: إن ليبيا في حاجة إلى معدات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضررة بعد السيول والفيضانات، كما تحتاج إلى رعاية صحية أولية لمنع تفشي الكوليرا بين الناجين، وأضاف “المجالات ذات الأولوية هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية الأساسية بسبب القلق من الكوليرا، والقلق من نقص المياه النظيفة”.