لقاء وُصف بأنه الأقوى عالمياً هذا العام لما يمتلكه اللقاء من عداء من الغرب، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يصل إلى روسيا ويلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين في قمة تحمل الكثير من الدلالات.
وقال بيان لوزارة الدفاع في كوريا الجنوبية: “تعتقد وزارة الدفاع الوطني أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دخل روسيا في وقت مبكر هذا الصباح مستخدماً قطاراً خاصاً”، وذلك في أعقاب تأكيد وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية والكرملين لأولى رحلات كيم خارج البلاد منذ أربع سنوات.
وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية قد ذكرت أن كيم “غادر بالقطار بعد ظهر الأحد لزيارة روسيا الاتحادية”، ويعتقد المتخصصون أن الاجتماع المرتقب في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، قد يركز على صفقة أسلحة فيما يعتقد أن بوتين يسعى للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية للحرب التي يشنها في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، نقلت وكالات أنباء روسية عن أندريه رودنكو نائب وزير الخارجية الروسي قوله، اليوم الثلاثاء، إن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد يبحثان إرسال موسكو مساعدات إنسانية إلى بيونغ يانغ.
كما أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية أن روسيا وكوريا الشمالية غير مهتمتين بالتصريحات الصادرة من الولايات المتحدة، وذلك تعليقا على تحذيرات من واشنطن بشأن بيع بيونغ يانغ أسلحة لروسيا.
وقد أثارت زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لروسيا قلقاً بين الولايات المتحدة وحلفائها، ويقول مسؤولون أميركيون: إن الرئيسين يعتزمان مناقشة إمكانية تزويد كوريا الشمالية لموسكو بالأسلحة لدعم حربها في أوكرانيا.
وتبدو صفقة الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا منطقية؛ إذ إن موسكو بحاجة ماسة إلى الأسلحة، وتحديداً الذخيرة وقذائف المدفعية من أجل الحرب في أوكرانيا، وتمتلك بيونغ يانغ الكثير منها، وعلى الجانب الآخر، تحتاج كوريا الشمالية إلى المال والغذاء بعد إغلاق حدودها لأكثر من ثلاث سنوات، إلى جانب عدم تقدمها بالمحادثات مع الولايات المتحدة عام 2019؛ ما جعلها أكثر عزلة من أيّ وقت مضى.
ويقول مختار الغباشي، المحلل السياسي، ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه على الرغم من فتح هذا المجال أمام بيونغ يانغ وموسكو لبدء العمل معاً بثقة أوسع، وحذرت الولايات المتحدة من صفقة أسلحة محتملة بين البلدين في وقت سابق، لكن الاجتماع بين كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين يدفع بهذا الأمر إلى مستوى آخر.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الطلب المثير للقلق الذي من الممكن أن يطلبه كيم هو أن يزوده بوتين بتكنولوجيا الأسلحة المتقدمة، لمساعدته على تحقيق اختراقات في برنامجه للأسلحة النووية؛ إذ إنه لا يزال يكافح من أجل السيطرة على أسلحة إستراتيجية رئيسية، وعلى رأسها قمر صناعي للتجسس وغواصة مسلحة نووياً، في ظل مناوشات مع الولايات المتحدة الأميركية وجارته كوريا الجنوبية.