حربٌ ممتدة لتسع سنوات وغلاء معيشي قاتل، لا يستطيع اليمنيون العيش بحياة كريمة في ظل تواجد الغلاء الذي يأكل ما تبقى من حياة شعب اليمن الذي يعاني من كل شيء حدث له في الأعوام الماضية بدءاً من الحرب ووصولاً للغلاء والتغيرات المناخية.
ويعمل أغلب شعب اليمن في مهن حرة بالأجر اليومي بعد توقف الرواتب المنقطعة بسبب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من اليمن، وأصبح الإيجار أزمة كبرى لدى المواطنين ولا يستطيعون الوفاء به إلا بالتنازل عن بعض الممتلكات.
ويعاني السكان في العاصمة صنعاء وعموم المدن اليمنية من أزمة سكنية ومضاربة في أسعار الإيجارات والسلع مصحوبة بانقطاع الرواتب واتساع رقعة البطالة وتدهور العملة المحلية، حيث تقدر نسبة من يعيشون في مساكن بالإيجار في صنعاء بـ 75 في المائة.
ويعيش المواطن اليمني أزمات كبرى لدرجة أن الشوارع باتت مليئة بالأسر التي تفترش الأرض وتحولها لمسكن صغير، وهناك من قام بالعيش في السيارات على الرغم من التوسع العمراني الذي تشهده المدينة، وهو التوسع الذي صنعته أموال اقتصاد الحرب ولكنها لم تساهم في الحل نظرًا لارتفاع أسعار إيجارها بشكل جنوني.
وبالرغم من هروب المواطنين إلى الريف أو حتى خارج اليمن بعد الحرب إلا أن الأسعار في ارتفاع جنوني وبدأت موجة غلاء جديدة في عموم المحافظات اليمنية، بموازاة أزمة افتعلها الانقلابيون الحوثيون أخيراً، إثر إقرار آلية لتحصيل الإيرادات الجمركية البرية، حيث فرضت الجماعة دفع رسوم بنسبة 100% على الواردات القادمة من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، كما كثفت الجبايات لتمويل فعالياتها ذات الصبغة الطائفية.
ويتبع ملاك المساكن في البلاد حيلاً كثيرة لطرد المستأجرين، فقد يزعمون أنهم بصدد بيع المنازل أو الحاجة لها لإسكان عائلات أبنائهم أو أقاربهم أو الرغبة في ترميمها وتجديدها، كما أنهم يؤجرون منازلهم من دون عقود مكتوبة، وإذا ما تم التأجير بعقد مكتوب يتم التجديد بعد انتهاء المدة الإيجارية دون عقد، ليؤرق طمأنينة الشعب اليمني.
وتعاني مدينة الحديدة من نقص كبير في الخدمات، ويعد انقطاع الكهرباء وشح المياه من أشد مظاهر معاناة السكان فيها، ولكونها تقع على الساحل الغربي للبلاد المعروف بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة إلى مستويات كبيرة، فإن نقص الكهرباء والمياه يجعل الحياة أكثر صعوبة فيها من غيرها من المدن.
وقد نزح عشرات الآلاف باتجاه محافظات حجة وصنعاء وإب، بينما اتجه كثيرون إلى محافظات تعز وعدن، وتسبب هؤلاء النازحون في ارتفاع الإيجارات في المحافظات التي وصلوا إليها، وهو ما يهدد معيشة المواطن اليمني.
ويقول المواطنون إن الواقع مرير تهجير وغلاء المعيشة ووباء بين الحين والآخر، وهذا ما يعيشه المواطن اليمني في داخل وطنه، والأشد من ذلك كله عليه هو بقاء وضع البلاد في موضع لا سلم ولا حرب فلا سلام تم ورُفعت المعاناة ولا حرب حَسمت الأمور وعادت المؤسسات.