تشهد قطر، تحت حكم تميم بن حمد، العديد من الأزمات والتداعيات الاقتصادية، وأدى فشل حكومته في إدارة أزمة فيروس كورونا، إلى نزيف اقتصادي مضاعف في الدوحة، عن حجم الخسائر العالمية جراء تفشي الفيروس المستجد، إلى جانب تراكم الأزمات الاقتصادية نتيجة المقاطعة لقطر بسبب سوء إدارة النظام للملفات الإقليمية والدولية.
وتشير تقارير المراقبين الدوليين، إلى أن خسائر الاقتصاد القطري وصلت حتى الآن إلى تريليون دولار، وهي نسبة كبيرة وتمثل نصف حجم خسائر العالم اقتصاديا والتي بلغت 2.7 تريليون دولار، وهناك احتمالات لتزايُد حجم الخسارة القطرية نتيجة المقاطعة التي تحيط بالدولة جراء سياساتها الداعمة للإرهاب.
ومع تراجُع أسعار النفط الذي تسبب بأزمة وخسائر مالية لدول الخليج، لجأ الخليج النفطي للعام الثالث على التوالي إلى إصدار سندات دولية بقيمة 10 مليارات دولار لسد الفجوة التمويلية التي يعيشها خلال السنوات الأخيرة وسط تراجُع حادّ في أسعار النفط وركود اقتصادي بسبب “كورونا”، كما لجأت أيضًا إلى تأجيل تنفيذ عقود مشروعات حكومية بقيمة 8.2 مليار دولار أميركي.
وانعكست الضغوط على الاقتصاد القطري بشكل واضح في تصاعُد الالتزامات المالية واللجوء إلى الاقتراض محليًا وخارجيًا، مما فاقم الدين الخارجي للحكومة إلى مستويات تاريخية عند مستوى 196.04 مليار ريال قطري (54.4 مليار دولار أميركي) بنهاية عام 2019، مقابل 156.4 مليار ريال (43.4 مليار دولار) في العام السابق له، حسب بيانات حديثة لمصرف قطر المركزي.
ويأتي الارتفاع القياسي نتيجة أزمة السيولة الأجنبية التي تعانيها السوق القطرية على مدار السنوات الأخيرة نتيجة المقاطعة العربية المفروضة عليها منذ ثلاثة أعوام.
بينما توقع تقرير صادر عن وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، أن يدخل الاقتصاد القطري في دائرة الانكماش العام الحالي بنحو 2% مع انتشار فيروس “كورونا” وسط تأثر بالغ على القطاع المصرفي بالبلاد، وإلى خفض إيرادات القطاع النفطي، ما سيضعف بالتبعية الإنفاق الحكومي.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، إن الحكومة القطرية أثبتت فشلها في مواجهة فيروس “كورونا”، ودعمتها في الأمر مجلة “بيزنس ستاندرد” الأميركية، ونشرت تقريرًا قالت فيه: إن قطر تعاني من وضع كارثي بسبب تفشي فيروس “كورونا” على نحو مخيف للغاية، لاسيما مع تسجيلها مئات الحالات بشكل يومي.
بينما قال “صندوق النقد الدولي” في بيانه الصادر حول الوضع الاقتصادي العالمي جراء تفشي فيروس “كورونا”: إن خطة قطر لتعافي الاقتصاد تُعَدّ الأسوأ بين الدول العربية لعام 2020، وإن قطر سجلت أقل إنتاج محلي خلال الثلاث سنوات الماضية.