ذات صلة

جمع

خيانة تحت ستار القضية.. فضائح إخوانية في تركيا تخدم إسرائيل

في السن الأخيرة، تفاقمت فضائح جماعة الإخوان الإرهابية في...

الحكومة الإسرائيلية تقرر مقاطعة صحيفة عبرية لهذه الأسباب

وافقت الحكومة الإسرائيلية، السبت، بالإجماع على مقاطعة صحيفة "هآرتس"...

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. مواجهة تنذر بتوسع دائرة الصراع

شهدت الآونة الأخيرة تصعيدًا لافتًا في المواجهات بين حزب...

بعد الكشف عن مفاوضات غزة السرية.. تسريبات: حماس تنازلت عن شرطها الأساسي

عادت مفاوضات غزة مجددًا إلى الواجهة، بعد الكشف عن...

أهدافها وأسبابها.. ما تداعيات أزمة الانقلابات الإفريقية؟

انقلابات مستمرة تشهدها القارة الإفريقية، وكأنها شجرة توت خريفية تتساقط الأوراق واحدة تلو الأخرى، بداية من بوركينا فاسو وصولاً إلى المجر والغابون، كلها انقلابات مستمرة في القارة خلال ثلاثة أعوام فقط.
صعوبة بالغة يراها المجتمع العالمي أمام الانقلابات والوضع المتأزم للمنظومة الدولية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القوى العظمى إلى التكاثف لضمان وجود رد فعال لوباء الانقلابات.
والانقلاب الإفريقية حلقة جديدة من مسلسل الانقلابات المتواصل الذي يزعزع استقرار القارة السمراء أمام أنظار العالم.
وارتفعت وتيرة الانقلابات في القارة الإفريقية منذ 2020 بشكل ملحوظ، وكانت مالي أول من دشن هذه المرحلة الجديدة من عودة العسكر إلى السلطة في أكثر من بلد بالقارة السمراء، ويتم الاستيلاء على الحكم من قِبل الجيش عادة بناء على مبررات يسوقها المجالس العسكرية في محاولة لكسب الشرعية.
وجاء انقلاب الغابون، أحدث الانقلابات الإفريقية، بعد إعلان مجموعة تضم نحو 12 من عناصر الجيش والشرطة في بيان من مقر الرئاسة، إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحل كل مؤسسات الجمهورية وإنهاء النظام القائم.
ورغم الموارد الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها القارة الإفريقية والتي يشكل معظمها عنصرا أساسيا في العديد من الصناعات الثقيلة في أوروبا والصين والولايات المتحدة الأميركية وآسيا، إلا أن سكان معظم دول القارة البالغ عددهم نحو 360 مليون نسمة لم ينعموا بأي نوع من الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي.
ويعيش أكثر من 55 في المئة تحت خط الفقر، كما شهدت دول مثل سيراليون وليبريا ورواندا ومالي حروبا ونزاعات أهلية استمرت عشرات السنوات وراح ضحيتها أكثر من 13 مليون قتيل وشرد بسببها نحو 33 مليونا.
وضعف الاقتصادات الإفريقية والبيئة الأمنية المضطربة، إضافة إلى عدم احترام المواثيق الديمقراطية ولجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم، جميعها عوامل تثير الغضب الشعبي وتهيئ بيئة الانقلابات العسكرية التي تزيد الأمر تعقيدا.
بدون العمل الجاد لبناء مؤسسات الحكم المدني فستظل القارة الإفريقية بيئة خصبة للانقلابات العسكرية التي دائما ما تنهك الاقتصادات وتتسبب في الهشاشة الأمنية التي تؤدي إلى الحروب الأهلية التي عانت منها بلدان القارة لسنوات طويلة.
وبفعل الضغط الدولي والإقليمي والشعبي، تراجعت في مطلع الألفية الحالية ظاهرة الانقلابات التي لازمت بلدان القارة الإفريقية لنحو 6 عقود، لكن السنوات العشر الماضية عادت الظاهرة من جديد.
وتعد بوركينا فاسو من البلدان التي شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية بلغ في مجملها 10 محاولات، وشهدت أوغندا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1962 أكثر من 6 انقلابات عسكرية آخرها عام 1986 بقيادة الرئيس الحالي يويري موسيفيني.
ويقول الناشط محمد فيصل الدوسري: شكلت الانقلابات العسكرية في إفريقيا 44% من الانقلابات في العالم وما يجري في الغابون والنيجر ما هو إلا نتاج إرث النفوذ الفرنسي الذي ينتقل مرحليًا إلى النفوذ الروسي وشرعية السلطة مستمدة من دعم الكفلاء، ويبدو أن الجيل الإفريقي الجديد يفضل الكفيل في موسكو.

spot_img