حالة من الغليان تشهدها دولة النيجر إثر انقلاب منذ 26 يوليو الماضي، واحتجاز الرئيس محمد بازوم ووضعه تحت الإقامة الجبرية، لتعلن دول كثيرة عن رفضها للانقلاب وأبرزها فرنسا التي لديها قوات ومصالح مع النيجر، ومجموعة إيكواس والتي تضم نيجيريا التي تهدد بتدخل عسكري في النيجر، وفرض عقوبات اقتصادية على البلاد.
وهو ما استدعى تدخلات صينية، حيث أعلن سفير الصين في النيجر جيانغ فنغ أن بكين تعتزم التوسط في الأزمة السياسية، في حين كثف الجيش النيجري حضوره في محيط القاعدة العسكرية الفرنسية، وقال السفير الصيني في نيامي جيانغ فنغ -خلال مقابلة مع التلفزيون الوطني النيجري-: إن بلاده ستتوسط لدى الأطراف المعنية في النيجر لحل الأزمة السياسية.
وأضاف جيانغ، في المقابلة التي أعقبت اجتماعه مع رئيس الوزراء المعين من قِبل المجلس العسكري علي محمد الأمين زين، أن الصين تنتهج دائما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى وتشجع الدول الإفريقية على حل مشكلاتها بنفسها.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء: إنها تدعم كل الجهود لحل الخلافات سلميا في النيجر، وتدعو لضمان السلامة الشخصية للرئيس محمد بازوم.
وأضافت الخارجية الصينية: أنها تأمل أن تتمكن الأطراف بالنيجر من إيجاد حل سياسي انطلاقا من المصالح الأساسية للبلاد والشعب.
وتعد الصين شريكا اقتصاديا رئيسيا للنيجر، خصوصا في قطاع الطاقة؛ إذ يعمل البلدان على بناء خط أنابيب نفط يمتد على ألفي كيلومتر، وهو الأطول في إفريقيا، بهدف تصدير النفط الخام من حقول أغاديم حيث تعمل مجموعة النفط الوطنية الصينية جنوب شرقي النيجر حتى ميناء سيمي في بنين.
وقد أيدت الصين منذ اليوم الأول للانقلاب حل الأزمة النيجرية بالطرق السلمية، وأشادت بـحكمة وقدرة نيامي على إيجاد حل سياسي للوضع الحالي، في إشارة إلى الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي في الدولة الواقعة بغرب إفريقيا.
وتسعى الصين لوساطة بحظوظ كبيرة، بالنظر إلى تراجع الدور الفرنسي، وضبابية الموقف الأميركي مع طرد نيامي سفير باريس، ورغبة واشنطن في إبقاء سفيرتها هناك دون تقديم أوراق اعتمادها للسلطات العسكرية الحاكمة.
وقال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية: تلوح في الأفق فعلا بوادر للحل، حيث أعلن رئيس وزراء النيجر المعين من قِبل المجلس العسكري أن نيامي تأمل التوصل في غضون أيام قليلة إلى اتفاق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، التي كانت تهدد بتدخل عسكري، لإعادة السلطة إلى بازوم، وهو ما بات بعيد المنال حاليًا.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الصين تعد لاعباً رئيسياً في إفريقيا وتسعى لسحب البساط من فرنسا، وهناك توافق بين المجلس العسكري في النيجر والصين وبالتالي فالوساطة قد تبدو مثمرة.