أزمات متتالية يشهدها التواجد الفرنسي في القارة الإفريقية، على الرغم من إنهاء الاستعمار الفرنسي في القرن الماضي، إلا أن قوات فرنسا ما زالت تتواجد داخل القارة السمراء وبشكل خاص في غرب القارة.
ومع استمرار الانقلابات في القارة الإفريقية بات على القوات الفرنسية الخروج من البلدان في ظل رفض شعبي وعسكري لاستمرار القوات، بالرغم من أن فرنسا أكدت أن التواجد لمكافحة الإرهاب المنتشر في المنطقة حيث تنتشر جماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة.
وشهدت مالي وبوركينا فاسو وصولاً إلى النيجر والغابون انقلابات هددت حصون فرنسا واحداً تلو الآخر في إفريقيا، وبما يفضي إلى قلق فرنسي عميق جراء تصاعد التهديدات المرتبطة بخسائرها للأنظمة الحليفة لها في تلك البلدان، وتحت وطأة تنامي الأصوات المحلية الرافضة للوجود الفرنسي.
وفي النيجر انتهت المهلة التي حددها المجلس العسكري الذي انقلب على الرئيس محمد بازوم، والتي حددها للقوات الفرنسية من أجل مغادرة البلاد، وإنهاء باريس لوجودها الدبلوماسي والعسكري في البلاد.
كان أعضاء من المجلس العسكري قد شاركوا في مظاهرات أمام القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، للمطالبة بانسحاب القوات الفرنسية من النيجر، في وسط استمرار المظاهرات الشعبية أمام القاعدة العسكرية الفرنسية للمطالبة بمغادرة القوات الفرنسية.
وقد تجمع عشرات الآلاف من المحتجين أمام قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي مطالبين بمغادرة قواتها في أعقاب الانقلاب العسكري الذي حظي بدعم شعبي واسع لكن باريس ترفض الاعتراف به وتضغط بكل قوتها لعودة الرئيس محمد بازوم.
وفرنسا تعيش حالة من تضاؤل نفوذها على مستعمراتها السابقة في غرب إفريقيا خلال السنوات الماضية مع تزايد الانتقادات الشعبية. وطردت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان القوات الفرنسية بعد انقلابين في هذين البلدين، مما قلل من دورها في الحرب على تمرد إسلاميين متشددين أودى بحياة كثيرين في المنطقة، وتصاعدت المشاعر المعادية لفرنسا في النيجر منذ وقوع الانقلاب لكنها تفاقمت الأسبوع الماضي عندما تجاهلت فرنسا أمر المجلس العسكري بمغادرة سفيرها سيلفان إيتي.
وخسارة فرنسا لتلك البقع الإستراتيجية في القارة، ووسط تصاعد احتمالات توسع حمى التوترات السياسية في دول أخرى في المرحلة المقبلة، يعد اختباراً قوياً للدبلوماسية الفرنسية التي تتعرض لهزات عنيفة في الوقت الحالي.
في ضوء توسع الشركات الفرنسية العاملة في دول القارة، واعتبار عدد من بلدان القارة كأسواق مهمة للمنتجات الفرنسية، ومع ارتباطات العملة في تلك البلدان بباريس.