يواجه مستقبل اليمن أزمات مستمرة، الطلاب أصبحوا في أزمات متتالية نتيجة للحرب، وبات على المجتمع أن يجاهد من أجل تعليم أبنائه، في ظل تسرب دراسي وفقر مدقع أدى إلى سوء تغذية واضح لشعب اليمن بالكامل وخاصة الفقراء منهم.
ومؤخراً أظهرت بيانات وزعتها منظمة إنسانية دولية أن محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء والتي يحكمها الحوثيون شهدت ارتفاعاً كبيراً في انتشار سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 67% عما كان عليه الحال خلال العام الماضي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 9 ملايين يمني يحصلون على مساعدات غذائية شهرياً من أصل 21.6 مليون شخص بحاجة للمساعدة.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنها افتتحت مركزاً طارئاً للتغذية العلاجية المكثفة في مستشفى منطقة حوث الريفي الذي تبلغ سعته 25 سريراً، من أجل مواجهة احتياجات التغذية العلاجية المتزايدة، وتخفيف الضغط على مستشفى السلام في مركز مديرية خمر.
ومع بداية العام الدراسي الحالي في اليمن تواجه البلاد أزمة طلابية واضحة، حيث غالبية الأسر ليست مستعدة لإلحاق أطفالها بالمدارس، حيث تمنعها الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار العملة المحلية من الوفاء بالتزامات الرسوم وشراء الأدوات المدرسية، إلى جانب توفير الوجبات الغذائية وأجور المواصلات، في حين تسعى مبادرات محلية وجهات دولية إلى مساعدة الطلاب على العودة إلى المدارس.
ويقدر إجمالي الأطفال المتقدمين للدراسة هذا العام بنحو 2.5 مليون طالب وطالبة في التعليم الأساسي والثانوي في عموم المحافظات اليمنية.
وغالبية العائلات لا تُلحق أولادها بالمدارس إلا بعد مرور ما يقارب الشهر من بدء العام الدراسي لعدم قدرتها على توفير متطلبات العام الدراسي منذ البداية، في حين أن عدداً آخر من الطلبة يذهب للعمل خلال العطلة الصيفية من أجل متطلبات دراسته، ويضطر لمواصلة العمل حتى مع انطلاق العام الدراسي.
ويقول المحلل السياسي اليمني محمد جميح: إن شعب اليمن يعاني من الحرب التي بدورها أدت إلى انهيار العملة المحلية والاقتصاد اليمني، وبالتالي فالأزمات مستمرة ولا تزال بسبب ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وأضاف جميح في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أن هناك أكثر من 50% من أطفال اليمن يعانون من فقر وسوء تغذية واضح، حيث نرى ذلك بوضوح على الأطفال والسبب هم ميليشيا الحوثي التي تمنع وصول الغذاء للمدن في حصار واضح للبلاد.