منذ أيام أعلن الرئيس الجنوب إفريقي انضمام مصر وإثيوبيا معاً إلى مجموعة البريكس بحلول عام 2024، واليوم تفتح أبواباً جديدة من المفاوضات حول الخلاف الممتد منذ سنوات بشأن سد النهضة في إثيوبيا وأمن مصر المائي.
وعادت طاولة المفاوضات من جديد عقب ثلاث سنوات من الانقطاع تستضيف القاهرة جولة جديدة من المفاوضات بشأن سد النهضة، أكدت فيها إثيوبيا أنها ستواصل العمل من أجل التوصل إلى “نتيجة ودية” للمفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان.
ونقلت السفارة الإثيوبية في القاهرة عن رئيس الوفد السفير سيلشي بيكيلي، المشارك في المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا التي انطلقت في القاهرة اليوم قوله: إن بلاده تؤكد حقها في استغلال مياه نهر النيل لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، مضيفا “لا تراجع عن حقوقنا”.
حيث عبرت مصر من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استئناف مفاوضات سد النهضة، وفق الاتفاق الذي جرى مؤخرا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال مؤتمر دول جوار السودان.
وقالت وزارة الموارد المائية المصرية في بيان رسمي اليوم: إن مفاوضات سد النهضة انطلقت بالقاهرة صباح الأحد، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، على ضوء البيان الصادر في 13 يوليو 2023 عن لقاء القيادتين المصرية والإثيوبية بالقاهرة على هامش قمة دول جوار السودان، والتنسيق مع السودان.
كما أكد وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث، مشدداً على أهمية التوقف عن أي خطوات أحادية في هذا الشأن.
كما جدد السيسي وآبي أحمد “تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة”.
تستقبل القاهرة جولة جديدة من المفاوضات بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة المثير للجدل. المباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث، في وقت تخشى فيه القاهرة من تأثير ملء خزانات السد على أمنها المائي الإستراتيجي.
ويقول المحلل السياسي هاني المصري: منذ 2011 تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، بجولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر اتفاقاً حتى الآن، ورغم أن مصر والسودان أكدا على تحذيرهما لإثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 22 يونيو استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزان السد الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
وأضاف المصري في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن انضمام مصر وإثيوبيا إلى البريكس قد يعجل بنجاح المفاوضات التي طالت وتوقفت منذ ثلاث سنوات وكان آخرها برعاية الاتحاد الإفريقي، ومصر لن تتنازل حيث تعتمد مصر على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية.