في مارس من العالم الحالي زعم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان توصل بلاده لاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، خلال الأيام الماضية، يقضي بتبادل السجناء بين الجانبين، مضيفاً أنه في حال سارت الأمور على ما يرام مع واشنطن، فإن تبادل السجناء سوف يتم تنفيذه خلال فترة قصيرة.
تصريحات اللهيان نفتها واشنطن جملة وتفصيلاً، في ذلك الوقت، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، ادعاء عبد اللهيان بالتوصل إلى صفقة مع واشنطن حول تبادل السجناء، بأنه “كذبة أخرى قاسية بشكل خاص من جانب إيران، تزيد من معاناة أسر الأسرى”.
ولكن بعد أشهر تم الكشف عن تفاصيل اتفاق بين طهران وواشنطن بشأن إطلاق سراح 5 سجناء أميركيين في إيران، وأكدت الولايات المتحدة وإيران مؤخرًا اتخاذهما خطوات جدية بشأن إتمام هذا الاتفاق، وتأتي تلك التطورات في توقيت حساس للغاية فيما يتعلق بمسار الفعل ورد الفعل الأميركي الإيراني، وفي ظل مرور ما يقارب عامًا كاملًا على توقف المحادثات النووية في فيينا، علاوة على تصاعد الخلافات مؤخرًا بينهما بشأن قضايا عدة من بينها التعاطي الإيراني مع الحرب الروسية الأوكرانية.
ولإيران والغرب تاريخ حافل في عمليات تبادل سجناء بينهما، وليست المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن صفقة مثل هذه بين إيران وواشنطن على وجه التحديد، فقد عقد الطرفان اتفاقًا، على سبيل المثال، في يناير 2016، عقب التوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو 2015، تم خلاله إطلاق سراح 5 سجناء أميركيين مقابل 7 سجناء إيرانيين يحمل 6 منهم الجنسية الأميركية.
وقد اتهم السيناتور الجمهوري الأميركي توم كوتون رئيس البلاد جو بايدن بارتكاب “عمل استرضاء جبان” من شأنه أن يشجع القادة الإيرانيين.
وسبق أن أعلنت قطر على لسان المتحدث باسم خارجيتها ماجد الأنصاري بأن ملف التوتر بين طهران وواشنطن، ملف صعب وما تسعى إليه قطر هو تذليل الصعوبات الكبيرة التي تواجه الوصول لاتفاق لحل الملف النووي، وتحويل هذه القضية الكبيرة إلى ملفات يمكن التعامل مع كل منها على حدة ومعالجتها بشكل منفصل للوصول إلى صورة تجعل الوضع أقرب للاتفاق الشامل بين الطرفين.
ومؤخراً أعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أمله في أن يؤدي اتفاق لتبادل السجناء توسطت فيه بلاده مؤخراً بين إيران والولايات المتحدة إلى حوار أوسع بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقال: بالنسبة لإيران، كنا وسيطاً رئيسياً مع الولايات المتحدة في اتفاق تبادل السجناء الذي نأمل أن يؤدي إلى حوار أوسع حول الاتفاق النووي.