الصراع في السودان مستمر لدرجة كبيرة، وأصبحت النيران في كل مكان بالبلاد، ووصلت إلى إقليم دارفور الذي يعاني بشدة من تداعيات عرقية سابقة.
ويعيش الإقليم انقساماً واضحاً حيث شهد الإقليم صدامات عرقية تجددت في إقليم دارفور السوداني بين مجموعات متناحرة، هذا العنف هو نتيجة لأزمات متراكمة وظروف صعبة في الإقليم.
ومع تواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عامة لا سيما في الخرطوم، يعيش إقليم دارفور غرب البلاد، تبعات هذا الاقتتال، لا سيما في غرب دارفور.
ومؤخراً تجددت أعمال عنف في ولاية غرب دارفور بالسودان، وسط صراعات قبلية، وأعلنت هيئة محامي دارفور، في بيان، أن عدد القتلى، الذين سقطوا، خلال اليومين الماضيين، في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز 100 شخص، بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.
وشهد إقليم دارفور أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة، حيث قُتل المئات في أعمال عنف، الشهر الماضي، على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية، وعلى قوات الدعم السريع، التي نفت مسؤوليتها عن الاضطرابات.
وقال رئيس هيئة محامي دارفور: إن أعمال العنف أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصاً إجمالاً، وتشريد الآلاف.
وأكد سلطان قبيلة المساليت سعد عبدالرحمن أن ما يحدث في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ليس صراعاً قبلياً بل صراعاً بين الدعم السريع ومكونات المدينة.
وفي يونيو الماضي اغتيل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة المساليت ليزيد التوتر في تلك المدينة، لا سيما أن هذا الاغتيال أتى بعد أيام على مقتل طارق عبد الرحمن بحر الدين، شقيق سلطان قبيلة المساليت.
وتقول الإعلامية السودانية داليا إلياس، إن إقليم دارفور من أكثر المناطق تأثرا بالحرب التي تفجرت بين القوتين العسكريتين، حيث انتقل إليه القتال سريعا من الخرطوم، ثم اتخذ بُعدا قبليا في بعض المناطق، خاصة ولاية غرب دارفور التي شهدت عاصمتها الجنينة مجازر بشعة في يونيو الماضي.
وأضافت إلياس في تصريحات خاصة، أن الإقليم غني باليورانيوم والمعادن المهمة، والإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، لديه ذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلاً عن مجازر كبرى بين القبائل، حيث اندلع الصراع فيه عام 2003.
