منذ أربعة أشهر من الصراع المحتدم في السودان، ويواجه الشعب السوداني تهديدات خطيرة لسلامتهم وحريتهم، إضافة إلى التهديد بتأثير الحرب المستمرة في البلاد عليهم، كما أنهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وسط اتهامات بالتحيز للأطراف المتحاربة والتعرض للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وتفاقم المعاناة ونقص الاحتياجات الأساسية، بدافع من أهواء أطراف الصراع.
وقد أسفرت الظروف الأليمة عن خسائر في الأرواح وإصابات وسجن وهروب العديد من المدنيين ومن بينهم الصحفيون إلى البلدان المجاورة، حيث إنه تم التخلي عن المنظمات الإعلامية أو استهدافها بشكل مباشر؛ ما أدى إلى تعتيم إعلامي في مناطق الصراع.
ودعت المنظمات الدولية إلى التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في السودان ومقاضاة مرتكبيها، كما دعت إلى التضامن والتعاون العالميين لدعم الصحافة وحماية حرية الصحافة ومكافحة خطاب الكراهية والعنصرية.
تدعو الأطراف الموقعة أدناه بشكل عاجل القوى السياسية السودانية والمجتمع المدني إلى دمج وسائل الإعلام في أنشطتها، والدعوة لحماية الصحفيين، والمشاركة في مبادرات ما بعد الصراع.
بالإضافة إلى ذلك، يُحث المجتمع الدولي على الضغط على الأطراف المتنازعة لدعم القانون الدولي وحماية الصحفيين وتقديم الدعم الفني والمالي لضمان استدامة الصحافة الحرة في السودان.
ولقي المدنيون مصرعهم، وأصيبوا بجروح، وتعرضوا للسجن الجائر، وقد تم نهب منازلهم وممتلكاتهم ومعدات عملهم، بينما تمت ملاحقة واضطهاد آخرين لمجرد التعبير عن آراء مخالفة لموقف أحد الأطراف المتحاربة.
وقد أدت هذه المعاناة المتراكمة إلى هروب الملايين من السودانيين والصحفيات إلى البلدان والمناطق المجاورة، وأجبر البعض على التخلي عن مهنتهم، ودفع البعض الآخر إلى الاختفاء طواعية.
وفي السياق ذاته، دعا عدد من المنظمات الدولية، أطراف النزاع في السودان إلى وقف الانتهاكات التي قد ترقى لجرائم حرب، ووقف القتال وحماية المدنيين.
وطالبت المنظمات بفتح الطرق للوصول الآمن وغير المقيد للمساعدات، ووقف نهب الإمدادات الإنسانية، واستهداف عمال الإغاثة والأصول المدنية والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي يحظرها القانون الدولي لحقوق الإنسان، التي قد ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وفي بيان أصدره عدد من رؤساء المنظمات الدولية العاملة في السودان، اليوم، أكدوا خلاله التزامهم بدعم الشعب السوداني، إضافة إلى دعوة المجتمع الدولي لتكثيف الجهود والعمل على إنهاء الحرب في السودان، وتوفير التمويل للاستجابة دون تأخير، بعد أن أصبح أكثر من ستة ملايين شخص في السودان على شفا المجاعة، ويحتاج أكثر من 14 مليون طفل إلى المساعدات الإنسانية.