بدأت الحرب السودانية في منتصف إبريل بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، حرباً أكلت الأخضر واليابس وحولت الخرطوم إلى مدينة أشباح وأصبح كل جدار بالمدينة لا يخلو من طلقات الرصاص.
الحرب وصفت بالأعنف في البلاد، وطلقات النيران تنهش في جدران المباني والبيوت الأثرية في الخرطوم، وأصبحت آثار ومباني السودان في طور الإهمال ويأكلها القصف والحرب.
ومؤخراً انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الأضرار الكبيرة التي تعرض لها القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم بسبب القتال الدائر في قصة تختصر الأخطار المحدقة بالمباني التاريخية بالبلاد.
دمار القصر الرئاسي في الخرطوم هو عينة واضحة مما حدث بالبنية التحتية والأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الصناعية، وأصبحت السودان مجرد كومة من حطام المباني.
وأحدثت الحرب الدائرة دمارا هائلا في ممتلكات السكان، وفي المنشآت العامة والبنيات التحتية الأساسية، من طرق وشبكات كهرباء ومياه ومطارات وغيرها، مما حول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، وقد تضررت مناطق سكنية في مدن العاصمة الثلاثة والجنينة في غرب البلاد، ومناطق أخرى بشكل كبير بسبب القصف الجوي العشوائي، وإطلاق الدانات والذخائر في الأحياء السكنية والأسواق العامة.
وفي حين لم تصدر بيانات رسمية لحجم الأضرار التي لحقت بمنازل السكان والأسواق والمنشآت العامة والبنى التحتية، إلا أن تقديرات أولية تشير إلى أن أكثر من 700 منزل دمر بشكل كامل أو جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن تماما، كما تضرر أكثر من 600 متجر في الأحياء والأسواق واحترق بعضها بشكل كامل.
وتعرضت أيضا شبكات ومحطات الكهرباء والمياه لأضرار كبيرة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه في أكثر من 40 بالمئة من أحياء ومناطق العاصمة.
ويبرز الوجه الأقبح للحرب في الدمار الهائل الذي لحق بالمستشفيات والمنشآت الصحية التي تعمل حاليا بنحو 28 بالمئة من طاقتها الكاملة، والتي كانت تغطي في الأصل أقل من 50 بالمئة من الاحتياجات الصحية.
وفي الخرطوم وحدها أكثر من 60 في المئة من المباني السكنية والخدمية تعرضت لدمار كامل أو جزئي، فالشوارع خالية من المارة ولا يسمع فيها إلا أصوات البنادق والانفجارات ولا يرى فيها غير الآلاف من السيارات المحروقة أو المعطوبة وارتكازات المقاتلين المخيفة.