قال سكان الخرطوم: إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الأحد في محيط مقر سلاح المهندسين وأحياء وسط أم درمان، وهو ما يثير القلق حول معاناة المدنيين العالقين في الخرطوم.
ويعاني العالقون منذ منتصف أبريل، إثر حرب أكلت الأخضر واليابس وحولت السودان من سلة غذاء العالم إلى بيت للأشباح، والاشتباكات المستمرة بين الطرفين في المنطقة في كل يوم يموت سكان بالمنطقة أو يتعرضون لإصابات، إما بالرصاص الطائش وإما بالمقذوفات التي تتساقط على المواطنين بصورة عشوائية.
ووسط الحرب والحصار تتصاعد معاناة المدنيين العالقين في مناطق القتال جراء النقص الكبير في المواد الغذائية والعلاج؛ الأمر الذي يدفع الآلاف للنزوح يومياً من الخرطوم إلى الولايات الأخرى.
وقد أطلق سكان منطقة الكلاكلة القبة نداءات استغاثة لمنظمات المجتمع المدني وعامة السودانيين لنجدتهم جراء نفاد منطقتهم من المواد الغذائية والأدوية نتيجة للحصار المفروض عليهم بسبب استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع لعدة أسابيع.
وشهدت مناطق واسعة في جنوب الخرطوم خلال الأيام الماضية موجات نزوح جماعي بسبب المعارك وتزايد أعمال العنف والنهب بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع عسكرية مهمة تابعة للجيش في تلك المناطق.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع إطلاق سراح أعداد كبيرة من قوات الشرطة الذين تم أسرهم في مواجهات مع قوات الجيش خلال الفترة الماضية، وأفادت في بيان بأن إطلاق سراح الأسرى جاء بتوجيهات صدرت من قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، بالتنسيق مع الصليب الأحمر السوداني.
وقالت غرفة الطوارئ بالمنطقة، في بيان لها: إننا ندق ناقوس الخطر ونعلن بكل أسف أن منطقة الكلاكلة القبة أصبحت منطقة غير صالحة للعيش، وندعو للمساعدة في إخراج السكان إلى أماكن آمنة في ولايات البلاد للحفاظ على أرواحهم.
ويعيش سكان المنطقة مأساة حقيقية بلا مواد غذائية ولا أدوية، ويطلبون يومياً نجدتهم للجوء إلى أماكن بها حياة.
ويقول الباحث السياسي السوداني محمد إلياس: إن سكان في محلية كرري بشمال أم درمان شهدت سقوط مقذوفات على عدد من الأحياء القريبة من قاعدة وادي سيدنا التي ينطلق منها الطيران الحربي وثلاث قذائف سقطت على منطقته وتسببت في أضرار طفيفة بالمباني، لكنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح.
وأشار إلياس في تصريحات خاصة أن الخوف يتملك سكان المنطقة بسبب استمرار تساقط المقذوفات وسط الأحياء الآهلة بالسكان في ظل عدم وجود أسواق أو حتى محلات في ظل نقص شديد في الغذاء ومياه الشرب.
تصاعُد معاناة المدنيين السودانيين العالقين في مناطق القتال والاستنجاد بالغذاء والدواء.. أبرز التفاصيل
