في ظل أزمة طويلة الأمد، أبدى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمله في “عودة الأمور إلى طبيعتها” مع الجزائر وفي إعادة فتح الحدود بين البلدين رغم قطع العلاقات الدبلوماسية.
وقال الملك في خطابه التقليدي لمناسبة ذكرى توليه العرش: “نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وأن يتم فتح الحدود بين بلدينا وشعبينا الجارين الشقيقين”.
وتابع: إن “عملنا على خدمة شعبنا، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار.. وخلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل”.
وأشار “وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا، ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين”.
وتم إغلاق الحدود بين البلدين منذ عام 1994، وقطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، متهمة الرباط بـ”أعمال عدائية”، وهو قرار اعتبرته المملكة “غير مبرر إطلاقاً”، ومنذ ذلك الوقت ساءت العلاقات بين البلدين الجارين في سياق من التنافس الإقليمي الذي تفاقم بسبب موقف كل منهما إزاء الصحراء الغربية المتنازع عليها.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80 في المئة من أراضيها ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تدعو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” المدعومة من الجزائر إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير، وأدى اعتراف إسرائيل في الآونة الأخيرة بـ”السيادة المغربية” على المستعمرة الإسبانية السابقة إلى زيادة التوتر مع الجزائر التي نددت بـ”مناورات أجنبية”.
وقال الملك محمد السادس في خطابه: “نؤكد مرة أخرى لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعباً، أن المغرب لن يكون أبداً مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة والتبادل والتواصل بين شعبينا”.
وتثير صحة العاهل المغربي، الذي سيبلغ من العمر (60 سنة) في 21 أغسطس، تكهنات داخل المغرب وخارجه، وقد قرأ محمد السادس خطاب عيد العرش بلهجة حازمة، وفيه أعطى محصلة للسنة الماضية واضعاً خارطة طريق للأشهر المقبلة.
وحيا “جدية” الشباب المغربي، مشيداً خصوصاً بـ”الإنجاز” الذي حققه المنتخب الوطني في كأس العالم بقطر في ديسمبر، وقال: “هي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا تقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030”.
وأثار العاهل المغربي، محمد السادس، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريحات أدلى بها حول الجزائر والعلاقات بين البلدين.
في الثلاثين من يوليو من كُل عام، يُحيي المغاربة باحتفالات شتى ذكرى جلوس العاهل المغربي على عرش أسلافه، كما أنه عطلة رسمية، وموعد احتفال وتجديد للبيعة، وأقيم أول احتفال بعيد العرش في عام 1933، حيث كان المغرب حينها لا يزال تحت نير الاستعمار الفرنسي، وقد أقيم الاحتفال حينها دون تنسيق مع سلطات الاحتلال، لكنه اكتسب في العام اللاحق صبغة رسمية.