تسعى تركيا بكل جهودها للعودة إلى الحضن العربي وتقديم تنازلات عدة بالاستغناء عن حليفها الأكبر، تنظيم الإخوان؛ لذا اتفقت مؤخرا مع مصر على إبعاد عناصر إخوانية من المطلوبين أمنيا خارج البلاد، وتسليم آخرين للقاهرة، ضمن ملفات أخرى جرى التنسيق بشأنها منذ فترة بين البلدين بشأنها، وهو ما تحاول تنفيذه أيضا مع إخوان اليمن.
وكشف الصحفي السعودي حسين الغاوي، في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر أن: “بعد إخوان مصر.. تركيا أبلغت اليمنيين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المقيمين على أراضيها بأنهم غير مرحب بهم”، وفقا لما كتبه.
وسبق أن اتخذت تركيا عدة قرارات لتضييق الخناق على إخوان اليمن؛ إذ إنه في مايو 2022، أصدرت وزارة الداخلية تعميمًا لعدد من القنوات اليمنية المحسوبة على الإخوان التي تبث من تركيا، يقضي بوقف أي استهداف لقوات التحالف العربي في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
كما أفادت وسائل إعلام بأن تركيا بصدد طرد عدد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي من اليمنيين المقيمين على أراضيها، وكشفت أن الحكومة التركية أبلغت اليمنيين المنتمين لجماعة الإخوان على أراضيها بأنه غير مرحب بهم، ومنحتهم 30 يوما لتسوية أوضاعهم.
وتسبب قرار السلطات التركية بوقف الاستهداف الإعلامي من قنوات الإخوان في تركيا، للتحالف العربي، في مغادرة الناشطة اليمنية الإخوانية توكل كرمان الأراضي التركية والتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، مع وجود أنباء تفيد بأن تضييق الخناق على تلك القنوات التي تبث من تركيا قد يدفعها للإغلاق وفتح مكاتب بديلة في أوروبا.
لم تكن المرة الأولى التي تعلن فيها تركيا عن اتخاذ مثل هذا القرار، ففي يونيو 2021، كشف القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني وضاح بن عطية في تغريدة على حسابه بموقع التواصل “تويتر” أن إدارة القنوات المحسوبة على الإخوان التي تبث من تركيا تم إبلاغها بمساعي النظام التركي لإغلاق جميع القنوات والمنصات الإعلامية التابعة لإخوان اليمن التي تبث من تركيا لنشرها خطابًا عدائيًّا ضد التحالف العربي، ومخالفة كل الأعراف الإعلامية بسلك سياسة تحريضية وتخريبية كاذبة، وعلى رأسها بلقيس ويمن شباب والمهرية.
وقبل ذلك بأشهر قليلة، أثار قرار السلطات التركية بترحيل قيادات في حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا في ظل السباق على النفوذ داخل اليمن، وهو ما وجه ضربة قوية لتيار الإخوان في اليمن خصوصا حميد الأحمر الذي نافس وقتها على رئاسة الجالية اليمنية هناك وكان طموحه أن يؤمن استثماراته وقيادات الحزب.
وتوجد حالة من الهلع والخوف بين عناصر وقيادات الإخوان على خلفية الإجراءات التركية؛ إذ سبق أن اتجهت مجموعة من النشطاء والكتاب وبعض قيادات من الصف الثاني إلى دول أوروبية، فيما بحث آخرون عن ملجأ لهم ويخططون للفرار بمن فيهم القيادات التي كانت قد حصلت على إقامات دائمة، فيما يخشى آخرون من الطرد.