ذات صلة

جمع

هل يخوض نتنياهو “حربًا بلا نهاية” في الشرق الأوسط؟

منذ اشتعال حرب غزة، فتحت إسرائيل جبهات قتال عدة...

تلقت تهديدات إسرائيلية بعد كشف حقيقتها.. ما هي ذراع حزب الله المالية في الخارج؟

تتساقط حقائق أذرع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران...

هل استهدفت إسرائيل في غاراتها الجوية اليوم على دمشق لاريجاني؟

شنت إسرائيل هجومًا جويًا جديدًا اليوم على سوريا، حيث...

ما أهداف ودلالات التوسع الإيراني في إفريقيا ولماذا في هذا التوقيت؟

تسعى إيران إلى زيادة المكاسب من القارة الإفريقية، ومؤخراً أصبحت القارة الإفريقية مطمعا لكل العالم، وبنحو خاص دخلت إيران على الخط الإفريقي.
وعام 2023 كان عام الزيارات إلى القارة الإفريقية؛ حيث زارها العديد من الرؤساء وقادة الدول، وآخرهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من خلال زيارته إلى دول كينيا وأوغندا وزيمبابوي، والذي أشرك بلاده في لعبة التوازنات الجيوسياسية الجديدة التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا والتي جعلت من إفريقيا ملعبا تجري فيه المنافسة على تشكيل كتل تتمحور حول واشنطن وأوروبا من جهة وبكين وموسكو من جهة أخرى.
وكان أحمدي نجاد آخر رئيس إيراني يزور إفريقيا عام 2013، فيما يمكن اعتبار هذه الجولة عودة إيرانية لإفريقيا عبر بوابة الاقتصاد بامتياز، اعتماداً على عدة مؤشرات منها حجم الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت بين إيران والبلدان الثلاثة، وتكوين الوفد المرافق للرئيس الإيراني، والذي غلب عليه الطابع الاقتصادي ومرافقته لرجال أعمال في القطاع العام والخاص.
ومهدت الجولة الرئاسية، جولة سابقة لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان في 27 أغسطس الماضي، شملت مالي وتنزانيا وزنجبار.
وتسعى إيران لأن تكون قوة إقليمية عن طريق إعادة تشغيل القنوات الدبلوماسية في القارة السمراء بعد 11 سنة من الغياب وبغية الحفاظ على نفوده فيها، أمر يفرضه السياق الدولي وصراع النفوذ في هذه القارة.
وفي الماضي سعى النظام الإيراني إلى تصدير أفكاره وأضاف لها الطابع الدبلوماسي مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية؛ حيث افتتحت طهران سفارات في جميع أنحاء القارة بهدفين رئيسيين، احتواء النفوذ المتزايد لصدام حسين في إفريقيا وكسب دعم الدول الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يسمح لطهران بالحصول على دعم دولي قيم في أوقات الحرب.
وإلى جانب مشروع تصدير الثورة في القرن الإفريقي ترى إيران في إفريقيا سوقا يمكنها من الالتفاف على العقوبات الغربية ويسمح لها بتصدير نفطها ومنتجاتها المحلية كالسيارات وصناعات السلاح وحتى في تبييض الأموال الخاصة بحركات المقاومة التي تتبناها إيران في الشرق الأوسط.
وتسعى إيران إلى تحقيق هذه الإستراتيجية في إفريقيا على وجه الخصوص اعتماداً على ثلاثة محاور، لعل أولها، انتقاد التعامل الدولي مع ما تواجهه الدول الإفريقية من مشكلات هيكلية أمنية وسياسية واقتصادية، والحرص على أن تكون المشكلات الإفريقية حاضرة في الخطاب الإيراني، دون الانخراط في حل هذه المشكلات خلال السنوات الماضية التي انشغلت فيها إيران بمحيطها الإقليمي وتعظيم نفوذها فيه، ومن ثَم استفادت إيران من أخطاء الغرب في تناوله لأزمات القارة الإفريقية، وذلك من خلال إقامة تحالفات مع دول تتسم علاقاتها مع الغرب بالتوتر مثل مالي وبوركينا فاسو وزيمبابوي.

spot_img