حرب مستمرة منذ 4 أشهر في السودان بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، أدت إلى خراب في البلاد ونزوح الأهالي إلى البلاد المجاورة والقرى النائية البعيدة عن طلقات النيران والقصف، وسط مبادرات أممية كثيرة لإنهاء القتال الذي حصد أرواح الآلاف.
المباحثات الأممية الكثيرة جميعها باءت بالفشل في ظل انتهاكات الهدن التي تعلن، ومن أهم المباحثات كانت في جدة بين طرفي النزاع والولايات المتحدة الأميركية والسعودية، وأيضاً قمة الإيجاد والتي عقدت قمة فشلت بسبب رفض الجيش السوداني للحضور، وقمة دول الجوار في مصر والتي لم يشارك بها طرفا النزاع.
ومؤخراً، أكدت مصادر سعودية عن استئناف محادثات جدة حول كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وقد وصل ممثلون عن الجيش السوداني السبت إلى جدة في السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، مع دخول القتال بين الطرفين شهره الرابع، في ظل بدء وساطة أخرى أطلقتها مصر الخميس ورحب بها الجيش السوداني.
وقد تزايد القصف الجوي والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم مع بداية الأسبوع الخامس للحرب بينهما، وذلك على الرغم من توقيع الطرفين على اتفاق إعلان المبادئ في مدينة جدة بالسعودية لحماية المدنيين في مناطق الصراع.
ويتطلع الشعب السوداني إلى إعلان موعد جديد لاستئناف المفاوضات في مدينة جدة السعودية، أملاً في إنهاء الحرب المستعرة منذ أربعة أشهر، بعد فشل الطرفين في الالتزام بعدد من الهدن التي كانت السعودية والولايات المتحدة قد توسطتا فيها.
وقد تصاعدت النداءات داخل السودان من الأحزاب السياسية ومن الأطراف الإقليمية والدولية، بضرورة التفاوض لإنهاء الحرب التي حذرت الأمم المتحدة من أنها آخذة في التوسع والتحول إلى حرب أهلية قد تتخطى حدود السودان وتهدد أمن الإقليم برمته.
ومؤخراً قال بيان سعودي أميركي: إن واشنطن وجدة مستعدان لاستئناف مباحثات السودان إذا تقيد الطرفان بإعلان جدة، ولكنهما في نفس الوقت قد أعربا عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار، ويؤكدان على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول ويدينان بشدة تلك الأعمال ويدعوان إلى وقفها فوراً.
وأدى هذا الصراع إلى نزوح ما يربو على ثلاثة ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.
وتقول الإعلامية السودانية داليا إلياس: إن الحرب دخلت شهرها الرابع دون أن يستطيع أي من الطرفين حسم المعركة عسكرياً، وفي نفس الوقت ينادي أبناء السودان بالحل السلمي وطاولة المفاوضات، وهو ما يطالب به الأحزاب السياسية بضرورة التفاوض لإنهاء الحرب.
وأضافت إلياس في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن مفاوضات جدة فشلت في المرحلة الأولى، ولكن الشعب السوداني على ثقة في نجاح المفاوضات في المرحلة الثانية والتي تقودها السعودية وأميركا وذلك من أجل الحفاظ على البلاد التي طالها الخراب.