توتر أمني ملحوظ يتفاقم منذ عدة أسابيع بين إسرائيل وحزب الله، إذ يتهم الجيش الإسرائيلي تنظيم حزب الله اللبناني بالسعي لاستفزازه وجرّه نحو حرب جديدة، محذراً من أن ذلك سيعود بالضرر الكبير على اللبنانيين.
وقبل ساعات، نشر “حزب الله” اللبناني “مقطع فيديو لمدة 6 دقائق يحاكي مراحل اقتحام موقع للقوات الإسرائيلية”، وذلك في أجواء ذكرى نصر يوليو 2006.
ويحاكي الفيديو، الذي يحمل عنوان “لا غالب لكم”، مراحل اقتحام الموقع “وسيطرة المقاومين عليه بالكامل ورفع راية “حزب الله” على دشمه وسواتره، وصولاً إلى تدمير الموقع وتحويله إلى ركام، وإزالته من الوجود”.
وأجرى الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، “تمرينا مكثفا باسم “قبضة الضرب”، يحاكي حالة الحرب في جنوب لبنان”، وذلك على خلفية التوترات المتزايدة بين إسرائيل و”حزب الله”، وأفادت قناة “i24news” الإسرائيلية بأنه “بعد 17 عاما من حرب لبنان الثانية، توجه المقاتلون، في الفرقة السابعة من سلاح المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي، بقيادة قائد اللواء “يفتاح نوركين”، إلى وادي عارة، الذي كان بمثابة منطقة تحاكي منطقة القتال”.
وأضافت أنه “في الوقت الذي تتزايد فيه التقارير حول الخلاف بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية الحالية، شاركت كتيبة أمريكية بشكل غير عادي في التمرين، والتي وصلت إلى إسرائيل بعد تمركزها في إحدى دول الخليج”.
وتحتج إسرائيل على قيام “حزب الله” اللبناني بنصب خيمة على الحدود، منذ يونيو الماضي، وطالبت بإزالتها، فيما يقول لبنان إن الخيمة داخل الأراضي اللبنانية، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من الجزء اللبناني الذي تسيطر عليه من قرية الغجر.
ووفقا لتقارير عبرية، فإن إسرائيل نقلت تحذيراً للحزب اللبناني المدعوم من إيران، أشارت فيه إلى أن استفزازاته على الحدود يمكن أن تؤدي لمواجهة عسكرية، مبينة أن حالة عدم الاستقرار السياسي بلبنان قد تدفع الأمين العام حسن نصر الله لصرف انتباه الرأي العام لحرب مع إسرائيل.
وسبق أن وردت تحذيرات من جهات أمنية وعسكرية إسرائيلية على رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، من أن عدم رد إسرائيل على استفزازات حزب الله أفضى لتآكل قوة الردع، ويمكن أن يقود لاندلاع حرب جديدة.
فيما توجد تقديرات إسرائيلية باستبعاد المواجهة مع حزب الله رغم التوتر، بينما يرى مسؤولون إسرائيليون أن عدم الاستقرار السياسي في لبنان قد يدفع الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إلى صرف انتباه الرأي العام إلى نزاع مع إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين نقلوا تحذيرا إلى الحزب المدعوم من إيران اليوم الأحد بأن استفزازاته على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية، مضيفين أن زعيم الحزب حسن نصر الله قد يعتقد أنه بمنأى عن أي خطر.
وقال المسؤولون الإسرائيليون، الذين لم تكشف الصحيفة عن هوياتهم: إن أفعال حزب الله حتى الآن ليست بالخطورة التي كانت عليها في السنوات الماضية، عندما جرى إطلاق صواريخ على فترات على إسرائيل، والقيام بشكل منتظم بمحاولات اختطاف جنود إسرائيليين على الحدود.
وتثير التوترات على الحدود التساؤلات حول إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، أم أن ذلك يمكن أن يكون مجرد تهديدات إعلامية، يسعى الحزب من خلالها لتنفيذ أجندات معينة، والتغطية على الأزمة السياسية بلبنان.
مستويات جديدة
وقال تقرير لصحيفة “جيروزالم بوست” العبرية، إنه “وعلى مدى العام الماضي صعّد حزب الله بشكل مطرد من استفزازاته ضد إسرائيل على الحدود، لافتاً إلى أنه وخلال الشهرين الماضيين رفع الحزب من وتيرة تلك الاستفزازات لمستويات جديدة، موضحا أن “الحزب يفعل ذلك بشكل تجريبي وتدريجي ومنهجي من أجل دراسة ردود الفعل الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن ذلك كان أكثر بروزاً مع إنشاء حزب الله خياماً عسكرية على الحدود بين البلدين.
وتابع التقرير “شملت الاستفزازات الأخيرة للحزب إطلاق صواريخ دبابات على السياج الإسرائيلي، وإتلاف كاميرات المراقبة الإسرائيلية، وإلقاء الحجارة بينما يحاول الجيش الإسرائيلي بناء سياجه على طول الحدود”.
فيما يرى مراقبون أن “إسرائيل وحزب الله غير معنيين بمواجهة عسكرية واسعة في الوقت الحالي”، وأن الحزب ضعيف جداً بسبب الخلافات الداخلية بالساحة اللبنانية، وأن “الحزب يحاول فقط استفزاز إسرائيل، واستغلال أزمة ائتلاف بنيامين نتنياهو الحكومي والاحتجاجات ضده بشأن خطة إصلاح القضاء، في محاولة لإظهار الجيش الإسرائيلي ضعيفاً وغير قادر على الرد العسكري”، مرجحين أن “هناك دوراً إيرانياً واضحاً في استفزازات الحزب لإسرائيل، وأن ذلك يمثل محاولة إيرانية لإشعال الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.