أثار خبر اعتقال وزير المالية السابق فرج بومطاري بحكومة الوفاق السابقة وأحد المرشحين لمنصب محافظ المصرف المركزي قبل يومين في العاصمة طرابلس، غضبًا ليبيًّا واسعًا وصل حد التهديد بإيقاف ضخ النفط.
وجاء ذلك التهديد من قبل، أعيان ومشايخ قبيلة “آزية الليبية” الذين حذروا من أن بإمكانهم إغلاق الحقول والموانئ النفطية، اليوم الخميس، في حال عدم إطلاق سراح وزير المالية السابق فرج بومطاري المحتجز لدى الأجهزة الأمنية بالعاصمة طرابلس.
واعتقل بومطاري وزير المالية بحكومة الوفاق السابقة وأحد المرشحين لمنصب محافظ المصرف المركزي قبل يومين في العاصمة طرابلس، دون الكشف عن أسباب احتجازه إن كانت سياسية أو لتورطه في ملفات فساد، ولا عن مصيره.
وطالبت قبيلة “آزوية” التي ينحدر منها بومطاري، بضرورة الإفراج الفوري عنه بدون قيد أو شرط، محمّلة مسؤولية سلامته إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وجهاز الأمن الداخلي ومكتب النائب العام.
كما منحت القبيلة حكومة الدبيبة، اليوم الخميس، مهلة لإطلاق سراحه، وهدّدت بإغلاق الحقول والموانئ النفطية وباتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم الإفراج عنه، معتبرة أن اعتقاله هو تصفية حسابات بعد إعلان ترشحه لمنصب محافظ المصرف المركزي.
وفي السياق، دعا الشيخ السنوسي الحليق رئيس المجلس الأعلى لقبائل آزوية، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري لإطلاق سراح فرج بومطاري وزير المالية السابق.
وقال الحليق في تصريحات إعلامية: “نقول للدبيبة ولطفي الحراري، إذا أنتم في الغرب نحن في الشرق وليبيا سادها مشاكل، لذلك عليكم إطلاق سراح ابننا فرج بومطاري فورًا”.
وقال شباب وأعيان ومشايخ قبيلة آزوية في بيان: “في الوقت الذي ندعم فيه وحدة التراب والأرض الليبية، نعلن نحن قبيلة آزوية بكافة تركيباتها الاجتماعية أننا نطالب الجهة التي اختطفت ابن قبيلة آزوية في مدينة طرابلس، الأستاذ الدكتور فرج بومطاري، أثناء زيارته العادية للعاصمة الليبية طرابلس، وأن ابننا الدكتور فرج بومطاري هو أبرز المرشحين لنيل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، وهو ما يجعله عرضة للخطر والاختطاف”.
وأضاف البيان: “هنا نتهم بكل وضوح المدعو الصديق الكبير خاطف المصرف المركزي بطرابلس والمدعو عبد الحميد الدبيبة، ومعهم الكثير ممن ينوون النيل من ابن قبيلة آزوية، الدكتور فرج بومطاري”.
وأردف: “وأثناء زيارة ابننا بومطاري تم اختطافه واقتياده من مطار معيتقة لجهة غير معلومة، وهنا نحذر خاطفيه مهما كانت صفتهم، لأننا نمهلهم وقتا آخره الساعة الثانية عشر ليلا من تاريخ هذا اليوم 12 يوليو 2023، وإلا سنضطر لإغلاق الحقول والموانئ النفطية اليوم، وإننا جادون في هذا الأمر مهما كانت عواقبه، فلن نسمح لأي جهة أن تخطف ابن هذه القبيلة بطريقة بشعة وعشوائية ويعرضون حياته للخطر ولا مبرر لهم في هذا الجرم اللعين، وإننا راسلنا بعثة الأمم المتحدة وممثلي السفارات الأجنبية في ليبيا بهذا الاختطاف، ونحمل النائب العام عواقب هذا الاختطـاف الظالم، وإنه مساس خطير بالأمن القومي الليبي”.
وأكمل البيان: “ونطالب مجلس النواب بتحمل مسؤولياته تجاه خطف الدكتور فرج بومطاري أيضا، ونجـدد إصرارنا في حالة عدم التعاطي مع إطلاق سراح ابن قبيلة آزوية، حتما سنقوم اليوم بقفل النفط وتصعيد موقفنا لأكثر من هذا.. قبيلة آزوية معروف عنها الجهاد والمقاومة وهي منتشرة في كل ربوع ليبيا”.
وتشهد ليبيا باستمرار عمليات خطف أو احتجاز لمسؤولين سابقين أو نشطاء حقوقيين وإعلاميين دون معرفة الجهة التي تقف وراء ذلك أو إعلان الأسباب، الأمر الذي ندّدت به المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، واعتبرت أنه تعدٍّ على الحريات العامة للمدنيين.
ويشكل النفط وموارده ورقة ضغط ووسيلة احتجاج بأيدي الأطراف السياسية والجماعات القبلية، لتحقيق مطالبهم وتسوية صراعاتهم، وأدى ذلك إلى إغلاقات متكررة للحقول النفطية، وتسبّب في خسائر مالية فادحة للدولة.
وشغل بومطاري منصب مساعد نائب وزير المالية والنفط الليبي بين مارس وأكتوبر 2011، ونائب مدير إدارة المراجعة في ”المصرف التجاري الوطني“ في ليبيا.