تعاني النساء السودانيات من انتهاكات جسيمة تفاقمت بصورة مخيفة مع تصاعد النزاع المسلح بالبلاد، ليتعرض أغلبهن للعنف الجنسي، وهو ما نددت به عدة منظمات دولية بارزة، معربين عن “صدمتهم، وتنديدهم بالتقارير التي تفيد بتزايد العنف الجنسي في السودان، بما فيه المرتبط بالنزاع، في حق النساء والنازحات واللاجئات”.
وجاءت هذه الإدانة في بيان مشترك وقّعه رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، والأطفال (اليونيسف)، والنساء (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، والصحة (منظمة الصحة العالمية).
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث: “من غير المقبول أن تتعرض النساء والأطفال في السودان، الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب هذا الصراع، لصدمة كبرى بهذه الطريقة”.
وأضاف: “ما نراه في السودان ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة بشرية”.
كما قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: “نتيجة هذه القسوة والوحشية، لا تحصل النساء على الدعم الطبي والنفسي إلا بشكل ضئيل أو معدوم”، بحسب ما نقلته وكالة (فرانس برس).
وتلقت وكالته منذ بداية القتال “معلومات موثقة عن 21 واقعة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في حق 57 امرأة وفتاة على الأقل”، وفق البيان الذي أشار إلى أنّه في إحدى الحالات “اغتصبت 20 امرأة على الأقل خلال الهجوم نفسه”.
وقبل بدء الصراع كان أكثر من 3 ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف الجنسي، بما في ذلك من شركائهن
ويقدّر هذا العدد الآن بـ4.2 مليون، وفق البيان الذي أكد أنّ هذا الخطر مرتفع خصوصاً بين النساء والفتيات الهاربات من الحرب.
كما أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنّ “فرقنا في المنطقة تصف المحنة المروعة التي تعيشها النساء والفتيات النازحات عندما يهربن من السودان”.
وأضاف: “يجب أن تتوقف هذه السلسلة المروعة من انتهاكات حقوق الإنسان. هناك حاجة ملحة إلى مساعدة الناجين والمعرضين للخطر، لكن حتى الآن ما زال التمويل بعيداً عن أن يكون كافياً” مع وجود 2.8 مليون نازح ولاجئ بسبب الصراع، وبسبب ندرة الإبلاغ عن هذا النوع من الهجمات، بسبب “العار والخوف من الانتقام”، فإنّ “العدد الحقيقي للحالات أعلى من دون أيّ شك”.
من جهتها، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من تزايد العنف في إقليم (دارفور) السوداني المضطرب. وأضافت اللجنة، في بيان يوم أمس الأربعاء أنّه في الأسبوعين الماضيين فر حوالي 36 ألف شخص من المنطقة إلى تشاد المجاورة.
وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع توصلا لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 2.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 550 ألفا إلى دول الجوار، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي.