بخلاف ما يروجون له فإن أعضاء تنظيم الإخوان لا ينتمون للوطن ولا للجماعة نفسها، وكثيرا ما يخرج بعضهم ليكشف العديد من الأسرار والخبايا والجرائم وارتماء القادة في أحضان مخابرات غربية واللهث وراء النفوذ والثروات.
وهو ما كشفه الإعلامي المصري حسام الغمري الذي كان مواليا لجماعة الإخوان، بعد مغادرته تركيا، عن معلومات مهمة بشأن تخابر قادة منهم لحساب مخابرات دول غربية.
ونشر الغمري مقطع فيديو بعنوان “تجربتي في إسطنبول”، ليطرح سؤالا في بداية حديثه عن “ما هي علاقة المخابرات البريطانية بما يسمى المعارضة الإخوانية؟”، و”هل نظهر لنشارك في إصلاح الحياة في مصر أم ننقل معلومات عن بلدنا لأجهزة مخابرات غربية؟”.
وقال: “خرجت من القاهرة على الدوحة، (بعد سقوط حكم الإخوان بمصر) ولم أكن هارباً، كنت أظهر من قلب القاهرة على قنوات تلفزيونية خارجية، وفي كل مرة كنت أنتظر أن يُقبض علي ولكن الحمد لله لم يحصل شيء”، ثم اتجه إلى قطر ثم إسطنبول للعمل في قناة الشرق المحسوبة على الإخوان، وهناك كما يقول عمل مع الإعلامي الإخواني محمد ناصر.
وفي فيديو بثه على صفحته بموقع فيسبوك، قال الغمري: إن قادة الجماعة عقدوا اجتماعا في إسطنبول قبل سنوات وصفه باليوم الكارثي، حضره إبراهيم منير المرشد العام للجماعة وقتها وقائد جبهة لندن، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة وقتها وقائد جبهة إسطنبول، قبل أن تتفاقم الخلافات بينهما وتحدث الانشقاقات.
كما شارك في هذا الاجتماع 8 من القيادات الأخرى، وبدأ محمد منير الهجوم على محمد كمال قائد اللجان النوعية المسلحة لجماعة الإخوان في مصر، ثم ناقشوا فيه دور محمد كمال قائد اللجان النوعية المسلحة للجماعة في مصر، حيث كان هناك رأيان حول دوره وطبيعة عمليات العنف التي يقوم بها ضد الدولة المصرية لحساب الجماعة.
وذكر الغمري أن إبراهيم منير تحدث موجها حديثه للحاضرين مؤكدا أنه في حال سألته المخابرات الغربية عن هذه التفاصيل لأعطاهم كافة المعلومات، ولكن منير صدمه بهذا التصريح متسائلا عن طبيعة المعلومات التي قدمها منير للمخابرات الغربية عن مصر وجماعة الإخوان.
وتابع: إن مرشد الجماعة وبعد اعترافه بتقديم معلومات لأجهزة مخابرات غربية أكد أن تلك الأجهزة كانت تستدعيه بشكل متكرر لاستجوابه والحصول على معلومات منه.
الغمري اعترف أيضا بأنه “أدرك خطأ العمل مع الإخوان” وترك العمل مع قناة “مصر الآن” التي كانت تبث من تركيا، كشف أن الدلائل تشير إلى أن قادة التنظيم الإرهابي تتلقى التعليمات من أجهزة مخابرات الدول التي تقيم فيها.
فيما ألمح إلى دور تخابري تقوم به فضائية “مصر الآن” التابعة للجماعة والتي كانت تبث من تركيا، مشيرا إلى أن الجماعة أغلقت تلك الفضائية في ذروة نجاحها، في حين كذبوا وقالوا إن تركيا هي التي طلبت منهم ذلك، وهو ما لم يحدث، لافتا إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن قادة الإخوان يتلقون التعليمات من أجهزة مخابرات الدول التي يقيمون فيها.
وكانت السلطات التركية قررت قبل أسابيع ترحيل المذيع حسام الغمري بعدما قيدت إقامته لفترة إلى إحدى الدول الأوروبية المجاورة بعدما أدرجته قيد الإقامة الجبرية لمدة تزيد عن شهر لحين ترتيب خروجه من أراضيها، وذلك بعدما احتجزته في نوفمبر الماضي، في سجن أغري بولاية أغري على الحدود الإيرانية بسبب تحريضه ضد مصر.
وسبق أن أوقفت السلطات التركية برنامج “رؤية” الذي يقدمه الغمري على فضائية “الشرق” في إسطنبول، بسبب إساءته لمصر وهددت بترحيله في حال المخالفة، بعدما طلبت تركيا في مارس 2021، تقييد فضائيات الإخوان التي تبث من إسطنبول ومنع انتقادها لمصر.