شهدت السودان، اليوم الأحد، تجدد الاشتباكات، في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، واندلعت المواجهات في أم درمان على وقع تحليق مكثف للطيران الحربي، كما سمع دوي انفجارات بأحياء وسط وشمال نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأفاد شهود عيان بصد الجيش السوداني هجوماً واسعاً لقوات “الدعم السريع” من محورين، استمر ساعات عدة استهدف “سلاح المدرعات” جنوب الخرطوم، الذي يعتبر من القواعد الإستراتيجية المهمة للجيش في العاصمة الخرطوم.
وأكد مراسلون صحفيون أن طيران الجيش السوداني نفذ طلعات استطلاع جوي في مدينتي الخرطوم وأم درمان، أمس السبت، في الوقت الذي أطلقت فيه قوات “الدعم السريع” المضادات الأرضية.
كما أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن مقتل اختصاصي مختبر ووقوع اعتداء موسع على مستشفى الشهداء بالدروشاب وخروجه عن الخدمة.
وبحسب شهود عيان فقد اعتدت قوة تتبع لقوات “الدعم السريع” على هذا المستشفى الواقع شمال مدينة بحري، لكن قوات “الدعم السريع” نفت من جهتها اقتحام المستشفى والتعدي على الأطباء به.
وقالت قوات “الدعم السريع” في بيان: إن ما نشرته بعض الجهات من “مزاعم” عن اقتحام مستشفى الشهداء يحمل معلومات “مضللة وكاذبة لا تمت للحقيقة بصلة”. وأضاف البيان أن المستشفى تسيطر عليه قوات الجيش.
وسبق أن أصدرت سلطة الطيران المدني السودانية بيانًا أعلنت فيه تمديد إغلاق المجال الجوي السوداني حتى 10 يوليو، أمام الحركة الجوية باستثناء الرحلات ذات الأغراض الإنسانية، وأغلق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطائرات بعد اندلاع صراع عسكري بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في منتصف أبريل.
وقتل نحو 2800 شخص ونزح أكثر من 2.8 مليون هرباً من الحرب الدائرة بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ اندلاع الحرب نزح قرابة مليوني شخص داخل السودان، ولجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى دول مجاورة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً، وتشاد غرباً، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لاورا لو كاسترو “تعبر كل 30 ثانية خمس أسر (سودانية) الحدود إلى تشاد عبر بلدة أدري”، ويحتاج 25 مليون شخص في السودان إلى مساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
وكان السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة على مناسبة عيد الأضحى حتى يجدوا متنفساً، ولو قصير الأمد، في ظل الحرب الدائرة بين الطرفين. إلا أن الأربعاء أول أيام العيد شهد غارات جوية وتبادلاً لإطلاق النار في أم درمان، على رغم إعلان كل معسكر على حدة هدنة بمناسبة العيد.
ويعاني ملايين من سكان الخرطوم العالقين في العاصمة تقنيناً في التغذية بالتيار الكهربائي وبالمياه في أجواء من الحر الشديد، وأبرم المعسكران المتحاربان أكثر من هدنة سرعان ما كان يتم خرقها، غالباً بوساطة السعودية والولايات المتحدة. وباتت مدن بكاملها تحت الحصار، بحسب الأمم المتحدة، وقد أحرقت أحياء وسويت أرضاً.