أنهى مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، زيارته إلى بيروت للقاء مسؤولين في إطار جهود تقودها باريس لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي المستمرة في لبنان منذ فترة كبيرة.
وقد أعلن المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، أنه سيعود مجددا إلى بيروت في القريب وسيعمل على تسهيل حوار بناء بين اللبنانيين، وقال لودريان في بيان: سأعود مجددا إلى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان، وسوف أعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل إلى حل يكون في الوقت نفسه توافقيّا وفعالاً للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسية للبنان.
ومؤخراً فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة الثانية عشرة، وهو ما فتح الباب أمام غضب سياسي كبير في الشارع اللبناني لزيادة مدة الشغور الرئاسي.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله الإرهابي وخصومه السياسيين، ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.
ولودريان وصل إلى بيروت في زيارة يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع قيادات رسمية وحزبية وسياسية تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن المفترض أن تستمر زيارة لودريان ثلاثة أيام. وسيلتقي مساء الأربعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي.
وسيكون لودريان القائم بدور المحفز للوصول إلى حل للأزمة، حيث زار لودريان لبنان مراراً حين كان وزيراً للخارجية في إطار جهود فرنسية لدعم لبنان على تجاوز أزماته.
وقد عين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لودريان مبعوثاً خاصاً للبنان للمساعدة في إيجاد حل “توافقي وفعال” للأزمات اللبنانية المتتالية، واستمع لودريان إلى مواقف جميع الكتل المنقسمة حول المرشحين، وقام بلقاء الرئيس المستقيل للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط، كما التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل إلى جانب النائبين نديم الجميل وسليم الصايغ، فضلاً عن لقائه وفداً من كتلة تجدد ضم النواب ميشال معوض وأشرف ريفي وفؤاد مخزومي، إضافة إلى نواب تغييريين هم إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور وميشال الدويهي وبولا يعقوبيان ووضاح الصادق وياسين ياسين، واستبقاهم لودريان إلى مائدة غداء.
وفي نفس التوقيت أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس أن باريس ليس لديها أي مرشح في لبنان لرئاسة الجمهورية، وذلك بعيد حديث وسائل إعلام لبنانية عن دعم فرنسي محتمل للوزير السابق سليمان فرنجية لهذا المنصب الشاغر.
وقال طوني حبيب المحلل السياسي اللبناني: إن تلك الخطوة قد تحدث انفراجة للأزمة السياسية في لبنان، ويواصل المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى بيروت مشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين لبحث أزمة الفراغ الرئاسي المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر.
وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن الموفد الفرنسي أكد أن الهدف من زيارته هو إيجاد الحلول للأزمة اللبنانية والبحث في كيفية إنجاز الحل المنشود مع مختلف الأطراف، بينما أكد ميقاتي أن الحل يكمن في انتخاب رئيس جديد للبلاد وأن الحكومة ماضية في سياسة الإصلاح الاقتصادي لإخراج لبنان من أزمته الراهنة، كما أن فرص نجاح مبعوث الرئاسة الفرنسي إلى لبنان في ظل توتر الأزمة اللبنانية لاسيما في الفراغ الرئاسي ليست بالكبيرة، لافتًا إلى أن إرسال الرئيس الفرنسي موفدا رئاسيا إلى لبنان يدل على أن هناك بصيصا من الأمل كنوع من الاهتمام الدولي بالأزمة اللبنانية.
هل ستساهم فرنسا في حل الأزمة اللبنانية وإنهاء الشغور الرئاسي؟
