الأطفال الأفارقة هم لقمة سائغة للجماعات الإرهابية والميليشيات الدموية، وأصبح الأطفال اللاجئون من إفريقيا قنبلة موقوتة في البلاد، حيث تقوم ميليشيا الحوثي الإرهابية، بتجنيدهم وحملهم للسلاح نظراً لرفض أطفال اليمن المشاركة في الحرب.
ومؤخراً خصصت ميليشيا الحوثي الإرهابية مراكز لتجنيد الأطفال الأفارقة في العاصمة المختطفة صنعاء، الأمر الذي يسلط الضوء مجددًا على حجم الجرائم التي ترتكبها علنًا بحق الطفولة.
ويهرب الأطفال من جحيم الحياة والأوضاع المأساوية في بلدانهم، يتخذ المهاجرون الأفارقة من اليمن محطةً للمكوث المؤقت وأحيانًا الدائم، لكنهم ما يلبثوا أن يجدوا أنفسهم في وضع أسوأ وظروف أحلك عندما يقعون في شراك المؤامرة الحوثية التي تقذف بهم مباشرة إلى فوهة الموت في الحرب والعمليات الإرهابية ضد شعب اليمن، كما يستغلونهم في زرع الألغام.
ولا يستطيع الأفارقة رفض طلبات تجنيد الأطفال داخل الميليشيا الإرهابية نظراً لما حدث في صنعاء المختطفة، عندما أشعلت الميليشيا النار في مركز احتجاز كان يؤوي نحو 350 مهاجرًا قُتل منهم 60 شخصًا وأُصيب أضعاف.
وتقوم الميليشيا باستدراج عشرات اللاجئين الأفارقة المقيمين في صنعاء، إلى مراكز صيفية ومن ثَم تقوم بنقلهم إلى معسكرات تدريب مغلقة، والعناصر المجندة من الجنسية الصومالية والإثيوبية، وغالبيتهم من الأطفال والمراهقين، وحملة التجنيد الحوثية تشمل مختلف الأعمار.
وشهدت الأشهر الماضية ارتفاعا لوتيرة عمليات تجنيد الأطفال الأفارقة من قِبل الحوثيين، وإعدادهم في معسكرات معزولة وتنشئتهم فكرياً على الجهاد والولاء لزعيم الجماعة وتدريبهم بدنياً على حمل السلاح.
وتحاول الميليشيا الاستفادة من تجارب التنظيمات الإرهابية في إفريقيا التي استخدمت الأطفال بشكل كبير في صراعات مسلحة وهجمات انتحارية، واستخدمت حركة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا أكثر من 135 طفلاً لتنفيذ عمليات إرهابية على معسكرات للجيش والقرى النيجيرية.
ويقول المحلل السياسي اليمني، محمد جميح، إن ما تقوم به ميليشيا الحوثي هو اتجار بالبشر وسط صمت من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والميليشيا استفادت من هذا الوضع بتشكيل سلاسل إمداد من القرن الإفريقي المضطرب إلى الحرب الأهلية في اليمن.
وأضاف جميح في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أنه قد سبق أن اتهمت منظمات حقوقية دولية ميليشيا الحوثي بانتهاك حقوق الإنسان والطفولة، وارتكاب جرائم حرب، بسبب تجنيدها لآلاف الأطفال اليمنيين والأفارقة، وإجبارهم على حمل السلاح والانخراط في الحرب، وهو ما تهتم به الميليشيا الإرهابية التي تعزم على مزيد من الدماء في اليمن مستقبلاً.