اشتعلت الأوضاع بصورة مخيفة في السودان بعد انتهاء الهدنة الأخيرة، ليتصاعد حدة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى في الحرب الدائرة بالبلاد، وسط تحليق للطيران الحربي وطيران الاستطلاع للجيش السوداني، ورد مقابل من قوات الدعم السريع بمضادات الطائرات الأرضية.
إذ قال شهود: إن سكان مدينة كادقلي جنوب غربي السودان بدؤوا الفرار من المدينة، ويأتي الحشد حول كادقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وتصعيد القتال في دارفور بعد قرابة 10 أسابيع من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت مولي في مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية إن الولايات المتحدة علقت محادثات السودان لأنها لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي، وأضافت في جلسة للجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب: “الصيغة لا تحقق النجاح الذي نريد”، وذلك بعد مجموعة من اتفاقات وقف إطلاق النار جرى انتهاكها.
وقال سكان: إن الضربات الجوية للجيش خلال قتاله مع قوات الدعم السريع أصابت مناطق بجنوب الخرطوم وإن قوات الدعم السريع ردت بالأسلحة المضادة للطائرات.
وسبق أن اتهم الجيش السوداني الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادقلي، حيث تسيطر الحركة على أجزاء من ولاية جنوب كردفان.
وقال السكان إن الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمالاً، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دولة جنوب السودان، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، وهو ما فعلته أيضا قوات الدعم السريع، وذكر سكان كادقلي أن الجيش أعاد نشر قواته لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة، وأشاروا لانقطاع الكهرباء والاتصالات بالإضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية.
وقال شهود إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بما يشمل المنطقة المحيطة بالسوق الرئيسية، وذلك بعد انتشار قوات من الجانبين في أنحاء المدينة.
وشهدت مدينة نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، وذلك في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وكانت المدينتان هادئتين نسبيا بعد اتفاقات هدنة جرى التوصل إليها محليا.
كما طال القصف الجوي والمدفعي جنوب غربي أم درمان بمحيط جسر الفتيحاب، وأحياء المهندسين وأمبده التي تقع بالقرب من سلاح المهندسين الإستراتيجي للجيش السوداني، الذي يعد هدفا لقوات الدعم السريع التي تتواجد بمعسكر صالحة جنوب غربي أم درمان أيضا.
وتعرضت مواقع لتمركز الدعم السريع لقصف جوي بشرق النيل، وقُصفت بالمدفعية الثقيلة مناطق بشمال بحري، كما دوت انفجارات ضخمة بمحيط شارعي عبيد ختم والستين، وضواحي بري والصفا والرياض والطائف، وجنوبا بالأزهري ومحيط المدينة الرياضية والكلاكلة، وغربي الخرطوم شهد انفجارات بالمنطقة الصناعية وأحياء الرميلة والحلة الجديدة بالقرب من سلاحي الذخيرة والمدرعات للجيش السوداني، ووقعت انفجارات قرب معسكر طيبة الذي يتبع قوات الدعم السريع، ويقع جنوبي الخرطوم.
وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف، الاثنين، بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاج إليه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتحدة.
واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 إبريل وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 2.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 550 ألف إلى دول الجوار، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي الذي بدأ في السودان منتصف إبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.