تشهد ليبيا توترات عدة بكافة المجالات؛ خاصة مع مساعي إتمام الانتخابات، بين السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، وهو ما امتد للمؤسسات الحكومية، وقد يصل إلى وقف حركة الطيران بالبلاد من قِبل المراقبين الجوّيين.
وهدد المراقبون الجوّيون السلطات الليبية بشلّ حركة الطيران في جميع مطارات البلاد بدءا من يوم الأربعاء المقبل، احتجاجا على ما أسموه مماطلة السلطات في تنفيذ مطالبهم.
وأعلنت نقابة المراقبين الجويين أن أعوانها سيدخلون يوم الأربعاء في اعتصام مفتوح وسيوقفون كل خدمات المراقبة الجوية، وبالتالي ستتوقف جميع الرحلات بكافة مطارات البلاد، وذلك إلى حين تنفيذ مطالبهم.
وأضافت أن الرحلات ستتوقف بشكل مبدئي لمدة 4 ساعات يوميا، كما سيتم السماح بإقلاع أو هبوط طائرة واحدة فقط كل نصف ساعة، لافتة إلى أن سيستثنى من ذلك رحلات الحجاج وطائرات الإسعاف والطيران العسكري.
ويأتي ذلك بعد أن طالب المراقبون الجوّيون مرارا برفع الأجور وتضمينهم في جدول المرتبات الموحد كباقي الجهات التابعة لمصلحة الطيران المدني، إلى جانب تحسين تجهيزات وظروف العمل لضمان سلامة الطيران.
وسبق للعاملين في المراقبة بليبيا أن نظموا في شهر مارس المنقضي، إضرابا عن العمل استمر ساعات، تمّ تعليقه بعدما تعهدّت حكومة الوحدة الوطنية بتنفيذ كافة طلباتهم ومعالجة مشاكلهم.
وبسبب الحرب والصراعات المسلّحة التي عاشتها ليبيا على امتداد السنوات الماضية التي أدت إلى توقف المطارات، وتداعيات فيروس كورونا الذي حد من حركة الطيران وكذلك منع هبوط الطائرات الليبية في المطارات الأوروبية، تعاني شركات الطيران والخدمات الأرضية وخدمات التموين، التي تشغل آلاف العمّال، من ديون متراكمة وخسائر مالية فادحة تقدر بالملايين.
ويعد قطاع النقل الجوّي في ليبيا، أحد أكثر القطاعات المتأثرة من الصراع، حيث يحتاج لعدّة أعوام لاسترداد عافيته، بعدما شهدت عدة مطارات أعمال عنف وتخريب خلال السنوات الماضية، فيما تعرض معظم أسطول الطيران للحرق والتخريب بعد استهداف مطار طرابلس الدولي عام 2014.
والشهر الماضي، أثار محيط مطار طرابلس الدولي أزمات عدة؛ إذ تحشد المجموعات المسلحة والميليشيات من أجل السيطرة على المطار الذي تجري عملية صيانته، بعدما كان معطلا منذ 2014.
ويأتي ذلك الحشد، بعد أيام من زيارة السفير الإيطالي لدى ليبيا غوزيبي بوتشينو، المطار لمتابعة أعمال الصيانة التي ينفذها ائتلاف الشركات الإيطالية “إينياس”، حيث توقع الانتهاء منها خلال عام 2024، وأشاد بـ”التقدم المشجع للأعمال التي بدأت في فبراير الماضي”.
وعقب الانتهاء من المطار الواقع جنوب العاصمة طرابلس، سيكون قادرًا على خدمة أكثر من 6.5 مليون مسافر سنويًا، وذلك بعد الانتهاء من بناء صالتين به على مساحة 30 ألف متر مربع، إحداهما محلية والأخرى دولية، بالإضافة إلى استكمال جميع المرافق الأخرى، وقد تعطلت أعمال صيانته عدة مرات منذ العام 2014، بسبب النزاعات التي شهدتها البلاد.
بينما أشعلت الأزمة بشأن مطار طرابلس الدولي بسبب تلك المعلومات وتكليف “ميليشيا 111″ وما يسمى بـ”قوة دعم المديريات” بأعمال تأمين المطار، والمجموعتين تتبعان بشكل مباشر الميليشياوي المنتمي لمدينة مصراتة عبدالسلام الزوبي، وهو الأمر الذي لم يعجب المجموعات المسلحة الأخرى، بحسب ما كشفته مصادر ليبية.