مع دخول الصراع في الشهر الثالث على التوالي في الحرب ما بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التي دمرت الأخضر واليابس في السودان، مع استمرار الكوارث الإنسانية التي أصبحت خطيرة لدرجة أرعبت العالم أجمع، فقد أصبحت الوفيات اليومية في تزايد كبير في السودان والمناطق المجاورة للعاصمة السودانية الخرطوم.
ومنذ فترة تحول الصراع إلى ولاية دارفور، وهي الولاية التي بطبعها تشهد حروباً متعددة بين عدة ميليشيات مسلحة، والصراع الأساسي في دارفور هو صراع عرقي ما بين أصول عربية وقرى تنتمي إلى قبيلة “المساليت”، وهي أقلية عرقية إفريقية، ولكن تحولت الحرب إلى هناك، لتشهد دارفور الدمار.
فقد اندلع الصراع القبلي في دارفور عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
وتعد مدينة “كتم” التي تدعى عروس دارفور مدينة الأشباح، وطلقات الرصاص منتشرة عبر الحوائط والمنازل، والجميع في حالة من الرعب، فضلا عن نقص الاحتياجات الأساسية مثل الدواء والماء والغذاء وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إثر استمرار الاقتتال الأكثر عنفاً في البلاد.
وبدوره، أعلن والي شمال دارفور في السودان نمر عبد الرحمن ،أن مدينة كتم في الولاية أصبحت منطقة كوارث إنسانية، ذلك في ظل معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع في وقت سابق هذا الشهر أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، مشيراً إلى أن مدينة كتم في حاجة لمساعدات عاجلة ولا تزال تشهد نزوح أعداد كبيرة من الفارين الذين يواجهون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة من نقص في الغذاء والدواء ومواد الإيواء، ودعا الوالي المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل ومسارعة الخطى في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين.
وفي السياق ذاته، تقول الباحثة السياسية السودانية” داليا إلياس”، إن ما يحدث في ولاية شمال دارفور أو في الإقليم بأسره، وبشكل خاص في قرية كتم هو حصار قامت به القوات المتناحرة، وهذا الحصار استمر لمدة أكثر من شهر وتم إغلاق كل المداخل والمخارج ولم يستطع أحد الهرب.
وأضافت إلياس في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أن هناك عمليات نهب لمقرات المنظمات الدولية العاملة للمجال الإنساني وكذلك نهب المنظمات الوطنية ونهب الأسواق والاعتداء علي المستشفيات بالإضافة إلى التحركات والاعتداء على المواطنين.
وأشارت إلى أن الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان دخلت مرحلة الكارثة الإنسانية المتهورة.