أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء عمليات الاعتقال التعسفي للمهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا، مطالبة السلطات الليبية بوقف تلك الإجراءات ومعاملة المهاجرين “بكرامة وإنسانية”.
وقالت البعثة الأممية بليبيا، في بيان، إنّ السلطات اعتقلت آلاف الرجال والنساء والأطفال، وذلك في أعقاب غارات زعمت الحكومة الليبية أنّها استهدفت شبكات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر.
ودعت البعثة الأممية السلطات الليبية إلى أن تمنح وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية حق الوصول إلى المحتجزين “دون عوائق”، مشيرةً إلى أنّ عدداً كبيراً منهم، من بينهم أطفال ونساء حوامل، محتجزون في أماكن مكتظة وغير صحية، مضيفة أنّ آلافاً آخرين، بعضهم دخل ليبيا بشكل قانوني، طُردوا بصورة جماعية.
ويوجد على الأراضي الليبية نحو نصف مليون مهاجر، ومعظمهم يتسللون عبر الحدود الليبية الصحراوية، خاصة من السودان وتشاد والنيجر ومصر، وذلك رغم انعدام الأمن في ليبيا التي تشهد نزاعاً سياسياً على السلطة وسيطرة الفصائل المسلحة على معظم الأراضي؛ إذ يسعى بعضهم للسفر إلى أوروبا والبعض الآخر للعمل في المجالات الاقتصادية التي تقوم على النفط.
وكانت سلطات شرق ليبيا قد رحلت الأسبوع الماضي آلاف المهاجرين إلى مصر؛ ما جعلهم يعبرون الحدود سيراً على الأقدام. وبدأت شرطة الهجرة تنتشر في طرابلس في الآونة الأخيرة حول إحدى الطرق الرئيسية حيث يتجمع العديد من المهاجرين يومياً سعياً لكسب العيش.
وسافر رئيس وزراء حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة، وقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر مؤخراً إلى روما، حيث تسعى رئيسة الوزراء جورجا ميلوني للحدّ من عبور المهاجرين إلى إيطاليا.
وفي شرق ليبيا، أكدت السلطات أمس الاثنين، أنّها احتجزت 20 مواطناً من بنغلاديش على متن قارب، بينما كانوا يحاولون العبور بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، مشيرةً إلى أنّها اتخذت جميع الإجراءات القانونية بحقهم.
وأفاد مسؤول ليبي بأنّ “قوات الجيش والشرطة الليبية داهمت أوكار الهجرة في منطقة أمساعد الحدودية، وما زال العمل مستمراً”.
ويُحتجز العديد من المهاجرين، بينهم نساء حوامل وأطفال، في ظروف مكتظة وغير صحية. ويتعرض آلاف آخرون بشكل جماعي، بمن فيهم مهاجرون دخلوا ليبيا قانونياً، للطرد بدون تدقيق أو اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وفقاً للبيان الصادر من البعثة الأممية.
وأوضحت الأمم إلى أنّ حملة الاعتقالات ترافقت مع “تزايد مقلق في خطاب الكراهية والخطاب العنصري ضد الأجانب على الإنترنت وفي وسائل الإعلام”، وأعيد أكثر من 7 آلاف ممّن هاجروا إلى ليبيا، وظلّ مصير 368 في عداد المفقودين، وقضى أكثر من 600 مهاجر غرقاً قبالة السواحل الليبية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.