علاقات معقدة ومتشابكة تجمع بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والجماعات الجهادية، حتى وصل الأمر لعقد تحالفات سرية بينهم لتنفيذ مخطط خطير يهدف لحكم وأستاذية العالم.
وأكدت عدة مصادر أن هناك ارتباطاً للإخوان المسلمين بنقل العناصر والأموال إلى تنظيم داعش في سوريا وليبيا، بهدف تقوية التنظيم المتطرف الذي دشن بهدف واحد يتبلور حول تدشين ما يسمى بالدولة الإسلامية؛ ما دفع أجهزة الاستخبارات الأوروبية للتحذير من خطر الإخوان في خلق بيئة العنف التي تحركت على قاعدتها كل التنظيمات الجهادية المتطرفة.
ولكن جماعة الإخوان المسلمين قالت: إنه لا توجد أي علاقة أيديولوجية عقائدية بين التنظيم والحركات الجهادية مثل القاعدة وتنظيم داعش، وعلى الرغم من أن الجماعة تتبنى منهجاً للدعوة وسط الجماهير يختلف عن تلك الحركات، إلا أنها تتشارك معها في العديد من الأفكار والوسائل المتبعة لتحقيق الأهداف.
كما تتشارك جماعة الإخوان مع الجماعات الجهادية في العديد من الأفكار والوسائل المتبعة لتحقيق الأهداف، منها إقامة الخلافة الإسلامية التي نادى بها مرشد الجماعة، ووضعها في المرحلة الخامسة من مراحل التمكين الست التي تسعى لها الجماعة والتي تبدأ بالفرد وتنتهي بأستاذية العالم، بالإضافة إلى ارتباط الحركات الجهادية وداعش بأيديولوجية الإخوان المسلمين ليشمل المنطلقات الفكرية الأخرى ووسائل العمل ومناهج التغيير.
ويقوم مشروع جماعة الإخوان على إحداث التغيير في المجتمع عبر وسائل عديدة، منها الوصول للسلطة والاستيلاء عليها، كما تشترك جماعة الإخوان المسلمين مع داعش في العمليات الانتحارية أو الاستشهادية على حد قولهم، التي أصبحت الأداة التي تستخدمها التنظيمات ضد المسلمين وغيرهم، حيث إنه تم استخدام هذه العمليات في حالات معينة مثل الحالة الفلسطينية كما يقوم شيوخ الإخوان وأبرزهم يوسف القرضاوي.
وينادي جماعة الإخوان المسلمين وداعش والجماعات التكفيرية بأخوة العقيدة التي تتجاوز المواطنة، ويعتبرون أن وطن المسلم هو دينه، فقد قامت داعش بفرض الجزية على غير المسلمين في الأماكن التي سيطرت عليها في العراق وسوريا، بالإضافة إلى مشاركة الإخوان وجماعات داعش والجهاديين النظرة للمسلمين المختلفين معهم في الأفكار والتوجهات فجميعهم يصدرون عليهم حكماً بالكفر.
فيما أكدت مصادر أن منهج الجماعة المتطرف وارتباطها بتنظيمات تكفيرية هو استغلال الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
وفي عام 2014، كشفت أجهزة الاستخبارات وبضغط من البرلمانات الأوروبية عن أنشطة ومخاطر الإسلام السياسي خصوصاً الإخوان، مؤكدة أنهم أكثر خطورة من الجماعات السلفية القاعدة وداعش.
كما ثبت أن خطورة الإخوان في أوروبا ليست في ممارستهم للعنف وإنما في خلق بيئة العنف التي تحركت على قاعدتها كل التنظيمات المتطرفة، ويكمن خطر الإخوان أيضاً في أنهم يدعمون ويعززون فكرة رومانسية لإحياء الدولة الإسلامية.
وبدأت بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا والنمسا وحتى ألمانيا في اتخاذ خطوات للحد من توسع جماعة الإخوان المسلمين، داخل حدودهم والحد من مصادر التمويل الخارجية التي أعطت الإخوان النفوذ الذي تتمتع به.
كما تقوم الدول الأوروبية في تكثيف العقوبات الدولية ضد الكيانات والمنظمات التي لا تشارك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبدلاً من ذلك تعمل على إضفاء الشرعية عليه، وينبغي زيادة الرقابة وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الأوروبية ودول المنطقة.