أصبحت قطر مقرًّا عسكريًّا لجنود الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وقاعدة واسعة لتدريب ميليشياته في الخليج العربي، فلم يشهد الشرق الأوسط انتشارًا للجيش التركي في المنطقة منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الماضي، إلا بعدما توطدت العلاقات مع النظام القطري، الذي بات بوابة الاحتلال العثماني في المنطقة.
وسلطت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، الضوء على تمدد رقعة انتشار الجيش التركي في المنطقة، لافتة أن الدوحة شهدت تزايدا متناهيا في التدخل العسكري ببلدها من خلال الجنود الأتراك.
وقالت الوكالة الأميركية، إنه أصبح لتركيا قاعدتان عسكريتان في الدولة الخليجية، هما “الريان ” و”طارق بن زياد”، مما أدى إلى زيادة وتيرة وجودها العسكري في قطر، بعدما أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعتها للدوحة، بسبب دعمها للإرهاب ومساهمتها مع إيران في زيادة التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة.
وأضافت أن كلاً من قطر وتركيا تشتركان في دعم التنظيمات المتطرفة، مثل الإخوان. وكان جنود أتراك قد بدؤوا في الانتشار في الدولة الخليجية منذ عام 2015، وتحديدًا في قاعدة “طارق بن زياد” جنوبي العاصمة الدوحة، حيث رفع العَلَم التركي في هذه القاعدة، الأمر الذي فهم على أنها أصبحت ملكًا لأنقرة.
وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن تركيا في ظل أطماع رئيسها، أرسلت قبل أشهر قوات إلى ليبيا، مما أدى إلى إحداث تغيير في مجرى الحرب هناك.
وبعد التدخل في ليبيا، توسعت أنقرة عسكريًّا أكثر في العراق، بعد أن شنت عملية غير مسبوقة في شمالي هذا البلد ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وشيدت هناك قواعد عسكرية.
وإلى جانب ليبيا والعراق، تنتشر القوات التركية في سوريا وقطر والصومال وأفغانستان، كما تقوم بدوريات واسعة في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة، حيث تتصاعد التوترات مع اليونان وقبرص، الدولتين العضوتين في الاتحاد الأوروبي.
وتنشر أنقرة قِطَعها البحرية في هذين البحرين، من أجل السيطرة على الموارد الضخمة من نفط وغاز.
ونتيجة لهذا التوسع العسكري الكبير، ازداد الناتج المحلي الإجمالي من 1.8 في 2015، ليصل إلى 2.5 في ميزانية عام 2018، مع الأخذ بعين الاعتبار تردي أحوال الاقتصاد التركي.