ما زال النظام القطري يمارس أفعاله الدنيئة من ارتكاب الجرائم المتعددة ومنها ما يرتبط بانتهاكات قطر لحقوق الإنسان وتقديم الرشاوى من أجل التستر على فضائحه في هذا الملف، وهو ما تناولته العديد من الصحف العالمية وكان من بينها ما تعرضت له الناشطة الحقوقية نوف المعاضيد.
وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة “ذا ميل أون صنداي” أن ما يقرب من عشرين عضوًا برلمانيًا كانوا على متن رحلة من فئة الخمس نجوم في قطر في نفس الأسبوع الذي اختفت فيه الناشطة الحقوقية نوف المعاضيد في ظروف غامضة، ما يسلط الضوء على رشوة مقنعة عبارة عن رحلات تلقاها النواب البريطانيون، مقابل التغاضي عن انتهاكات قطر لحقوق الإنسان.
ونشرت صحيفة “ذا ميل أون لاين”: تشير السجلات إلى أن 21 عضوًا من المجموعة البرلمانية البريطانية-القطرية لجميع الأحزاب كانوا في رحلة مجانية – تبلغ قيمتها حوالي 160 ألف جنيه إسترليني، في الفترة من 7 إلى 17 أكتوبر من العام الماضي.
وأوضحت أنه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت المعاضيد، البالغة من العمر 23 عامًا، مقطع فيديو على الإنترنت، بعدما فرت إلى بريطانيا بعد سنوات هربًا من العنف المنزلي، لكنها عادت إلى قطر بعد تلقيها تأكيدات من النظام الاستبدادي بأنها ستكون بأمان.
وتحدثت بشكل مخيف: “إذا لم تر أي منشورات مني في الأيام المقبلة، فهذا يعني أنني سُلّمت إلى عائلتي رغماً عني”، ولم يتم رصد أي مشاركة أخرى من نوف منذ ذلك الوقت.
وطلبت المعاضيد اللجوء إلى المملكة المتحدة في عام 2019، وعندما انتشر مقطع فيديو يوثق رحلتها إلى بريطانيا، أصبحت من المشاهير، وسلطت الضوء على التمييز الذي تواجهه المرأة في قطر.
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه منذ اختفاء نوف المعاضيد، أشارت التقارير إلى أنها قُتلت أو محتجزة في مستشفى للأمراض النفسية.
وعاودت الناشطة الظهور في فيديو عبر حسابها الجديد على تويتر قائلة: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدنا لكم من جديد، على حسابي الجديد في تويتر لأنني ضيعت رقم حسابي الثاني القديم”.
وأضافت الناشطة القطرية: “أنا بخير وبصحة وسلامة، الحمد لله رب العالمين هاي فيديو عشان أنا أطمن الشعوب اللي قامت، شكرا إنكم قمتوا لكني أنا بخير وصحة وسلامة، ونراكم إن شاء الله في تطمينة أخرى وفي وقت آخر بإذن الله”، حسب قولها.
وقالت المعاضيد في فيديو آخر: “بعد شي ثاني، اللي بيشككون في صحة الفيديو ترى اليوم تاريخ 9 واحد (9 يناير/كانون ثاني) 2022، نوف موجودة نوف حية نوف ما ماتت نوف حية فهالتاريخ وإلى اللقاء”، حسب تعبيرها.
ونشرت المعاضيد تغريدة صباح الاثنين كتبت فيها: “صباح الخير أيها العالم”، على حد تعبيرها.
وقال داعمون للناشطة الشابة، بمن فيهم هيومن رايتس ووتش، إنهم يأملون أن يعكس التغيير في لهجة حسابها على تويتر “بدء السلطات القطرية في اتخاذ خطوات لضمان أنها تستطيع أن تعيش حياة مستقلة وحرة”.
وتطرق التقرير إلى رحلة النواب التي تم تنظيمها ودفع كلفتها من قبل وزارة خارجية النظام القطري، حيث يقول المطلعون إنهم أقاموا في أحد أفضل الفنادق في البلاد – فندق سانت ريجيس الدوحة ذي الخمس نجوم، ويضم 12 مطعمًا ومنتجعًا صحيًا يحتوي على 22 سريرًا وشاطئًا خاصًا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المجموعة ضمت دوجلاس روس، زعيم حزب المحافظين الاسكتلندي، وروبا حق، من حزب العمال، وأنجوس ماكنيل، من الحزب الوطني الاسكتلندي.
وأكدت الصحيفة أنه في الليلة الماضية، أصر أحد النواب في الرحلة على أنها كانت بعثة لتقصي الحقائق، وأن المسؤولين القطريين قد تم تحديهم بشأن سجل البلاد السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وكشفت السجلات الرسمية أن النواب ذهبوا “لمناقشة الاستجابة الإنسانية والسياسية للأزمة الأفغانية، والتحضير لكأس العالم، وإصلاحات بشأن حقوق العمال، والعلاقات الثنائية”.
وتأكيداً على وجود رشوة مقنعة، كشفت الصحيفة البريطانية عن متوسط تكلفة إقامة كل نائب في الوفد البريطاني، موضحة أنه وصل عدد الرحلات الجوية والإقامة والسفر الداخلي والطعام والشراب لكل نائب إلى 7500 جنيه إسترليني، بتكلفة إجمالية على وزارة الخارجية القطرية قدرها 158.199 جنيهًا إسترلينيًا.
وكانت المعاضيد تعيش في بريطانيا وتطالب في مقطع فيديو بحقوق أكبر للمرأة القطرية وتنتقد بعض الممارسات ضدها.