رغم المحاولات القطرية المستمرة للتغطية على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، إلا أن الأنظار العالمية ما زالت تدرك تلك الحقيقة وتتجه نحو هذه الجرائم المتتالية، لتفشل الدوحة في استغلال القوى الناعمة لها.
وتحت عنوان “مونديال 2022 ـ حقوق الإنسان تلقي بظلالها على قوة قطر الناعمة”، أفرد موقع “دويتش فيله” الألماني تقريرًا مطولاً بشأن الانتهاكات والاتهامات التي تحيط بقطر، مشيرًا إلى أن الإعلام الألماني عكس طوال الفترة الماضية جدلاً متجدداً بشأن حقوق الإنسان وظروف بناء منشآت المونديال.
وقال الموقع في تقريره إن قطر أظهرت في أكثر من مناسبة، كان آخرها تنظيم بطولة كأس العرب، جاهزيتها لتنظيم مونديال 2022، حيث باتت معظم الملاعب جاهزة وفق أعلى معايير الاتحاد لدولي لكرة القدم، غير أن القوة الناعمة لقطر تواجه تحدياً يتمثل في تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية التي باتت أكثر من أي وقت مضى تعتبر أن تنظيم الأحداث الرياضية العالمية لا يجوز أن تكون أداة لتلميع صورة دول تتبنى أنظمة حكم استبدادية.
وبهذا الصدد كتب موقع “موركور دي.إي” البافاري (19 ديسمبر 2021) بأن الإمارة تسعى عبر المونديال لتلميع صورتها في العالم، وكتبت بهذا الصدد معلقة: “تعتبر قطر من الدول الغنية في العالم، غير أن ثروة البلاد التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، تقتصر فقط على القطريين”.
كما قالت كاتيا مولر فحلبوش، خبيرة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية في ألمانيا، في تصريح للموقع: “يعتمد اقتصاد قطر، وبالتالي ازدهارها، على مليوني عامل مهاجر يعيشون هناك”.
واستطردت الصحيفة موضحة أن “العمال الأجانب الوافدين يعيشون على خط عتبة الفقر. رغم أن الفضل يعود لهم بشأن بريق ناطحات السحاب، إنهم يأتون من بنغلاديش ونيبال وباكستان وغالباً ما يتم استدراجهم إلى قطر بوعود كاذبة”.
بينما نشرت إذاعة “دويتشلاندفونك” العمومية الألمانية في (19 ديسمبر 2021) عن بطولة كأس العرب، في مقال نشرته أن مباريات المونديال يمكن أن تخلق أيضاً احتكاكات، فخلال كأس العرب واصل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تدريب حراس الأمن. ولم يكن الأمر يتعلق بمخاطر المشاغبين الأوروبيين (الهوليغانز) بقدر ما كان يتعلق بالرمزية السياسية في العالم العربي، مضيفة “فالأعلام أو الرموز التي تشير إلى المعارضين السوريين أو المطالب بدولة كردية لم يكن مرحبًا بها في الملاعب. تتوقع قطر أيضًا الكثير من المشجعين من أوروبا في كأس العالم. ويعيش في ألمانيا وحدها 1.5 مليون نسمة من أصول عربية، ألفت حرية تعبير غير موجودة في قطر”.
وأشار “دويتش فيله” إلى وجود هواجس حقوقية للمنتخب الألماني قبل المونديال، حيث أعلن منتخب ألمانيا لكرة القدم على لسان أوليفر بيرهوف، مدير الاتحاد الألماني لكرة القدم، في (24 نوفمبر 2021) عن لقاء مع منظمات حقوقية كـ “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” لبحث أوضاع حقوق الإنسان في قطر قبل المونديال العام المقبل.
وقال بيرهوف: “من المهم بالنسبة لي التعامل مع مضمون هذا الموضوع عن كثب”، مؤكداً أنه سيكون هناك حوار مع خبراء حقوق الإنسان.
وأوضح أن “قطر موضوع يهمنا بالفعل اليوم ولكن العام المقبل على وجه الخصوص”، مؤكداً: “سنفعل شيئاً ما بالتأكيد مع الفريق”.
يُذكر أنه مع بداية تصفيات كأس العالم في مارس الماضي، اتبع المنتخب الألماني نهج الدول الإسكندنافية بارتداء قمصان تحمل رسائل تدعم حقوق الإنسان، وصرح بيرهوف بأن اللاعبين سيأخذون زمام المبادرة في تحديد الخطوات التالية للمشاركة في المونديال.