رغم بُعد المسافات الضخم، وضعف العلاقات بين البلدين، لكن يبدو أنه برزت لقطر أطماع جديدة في جمهورية فانواتو، بالمحيط الهادئ، بالتعاون مع حلفائها من تركيا وإيران، لذلك بدأت الدوحة تعزيز خطواتها نحو “بورت فيلا”.
قبل ساعات، تداولت بكثافة الصحف القطرية، خبر تهنئة “رئيس وزراء فانواتو”، حيث نشرت صحيفة “الوطن”، أن “أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبعث برقية تهنئة، إلى رئيس جمهورية فانواتو، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده”، وبالتزامن مع ذلك بثت صحيفة “الشرق” خبرا مفاده أن: “الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بعث برقية تهنئة، إلى دولة السيد بوب لوغمان ويبور رئيس وزراء جمهورية فانواتو، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده”، لتحتفي الدوحة بصورة مفاجئة مع تلك الدولة بالمحيط الهادئ، وهو ما كان محل تساؤل عالمي ضخم حول تلك التهنئة والتقارب المثير للجدل.
وهو ما كشفت أسبابه، مصادر مطلعة لموقع “ملفات عربية”، حيث أفادت بأن قطر خصصت ميزانية سابقة ضخمة، تصل إلى نحو 110 ملايين دولار، لأجل دعم حليفتها المقربة إيران وإنقاذ قادتها، وذلك من خلال تقديم جنسية جمهورية فانواتو لشخصيات وقيادات من الحرس الثوري والميليشيات التابعة لطهران، تم تصنيفهم على لوائح الإرهاب وإخضاعهم لعقوبات دولية وأميركية.
وأضافت المصادر المطلعة أن تلك الأموال القطرية تم وضعها كاملة تحت تصرف قيادات الحرس الثوري الإيراني، في إطار استمرار تمويل الدوحة لذلك الجهاز المصنف إرهابيًا ببعض الدول، وتجري بشأن تلك العلاقة حاليا أميركا تحقيقات مكثفة فيها.
وتابعت أن الميزانية القطرية خصصت أيضا لشخصيات إيرانية، غير قادرة على التحرك بجوازات سفرهم، كونهم ينتمون لمنظمات وميليشيات إيرانية تابعة للحرس الثوري، ومتورطة في أعمال تخريبية وجرائم حرب واتجار بالمخدرات وتهريب أسلحة، وتم فرض عقوبات دولية عليهم وعلى الدول المنتمين لها.
لم تقتصر تلك الميزانية الضخمة لحماية إرهابيي إيران فقط، حيث قالت المصادر: إن كل الشخصيات التي سعت قطر لمنحهم جنسية جمهورية فانواتو، هم أيضا تابعون لدول تمثل مصلحة عليا لقطر، ونفذوا أعمالاً تخريبية لصالحها، ومن بينهم منتمون لحزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق في العراق، وحماس، وطالبان، بالإضافة لتنظيم الإخوان بسوريا وجبهة النصرة.
ما يثبت تلك النية القطرية لاستغلال جمهورية فانواتو وإرضاء لتركيا وإيران، هو أن صحيفة “غارديان” البريطانية، كشفت في تحقيق ضخم، قبل نحو أسبوعين، أن دولة فانواتو بالمحيط الهادئ التي تعد ملاذا ضريبيا لرجال الأعمال، تبيع جواز سفرها إلى رجال أعمال ومسؤولين سياسيين ومطلوبين دوليا، حيث حصل عليه بالفعل حوالي 2000 شخص حصلوا على جوازات سفرها الذهبية، مقابل 130 ألف دولار أميركي، دون أن يزوروا البلاد إطلاقا.
وتوصلت الصحيفة إلى أن من بين الذين حصلوا على الجنسية، هو رئيس وزراء ليبي سابق وهو فائز السراج حليف تركيا وقطر السابق بطرابلس، ورجل أعمال سوري مدرج على لائحة العقوبات الأميركية، وسياسي كوري شمالي مشتبه به، بالإضافة لرجل أعمال إيطالي متهم بابتزاز الفاتيكان، وعضو سابق في عصابة دراجات نارية أسترالية سيئة السمعة، وأشقاء جنوب إفريقيين متهمين بقضايا تتعلق بالعملات الرقمية بقيمة 3.6 مليار دولار.
ولفتت إلى أنه يجرى التسويق لجوازات السفر الذهبية، على يد بعض الوكالات باعتبارها الأسرع والأرخص والأكثر سهولة في العالم، كونها تتيح وصولا غير مقيد وبدون تأشيرة إلى 130 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
وقبل نحو أسبوع، بدأت أميركا التحقيق في معلومات استخباراتية تقدمت بها إسرائيل تثبت أن قطر تمول الحرس الثوري الإيراني، رغم تصنيف الولايات المتحدة له كمنظمة إرهابية، وفقًا لصحيفة “واشنطن إكزامينر” الأميركية.