بعد الكشف عن مساعي أنقرة لابتزاز طرابلس من أجل استمرار التدخل في شؤون الدولة الأفريقية واستغلال مواردها، شهدت ليبيا احتقانا شعبيا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب احتفالية كبرى أقامتها السفارة التركية في طرابلس والقنصلية في مصراتة، بذكرى فشل “الانقلاب المزعوم” على الرئيس رجب طيب أردوغان الخامسة، وذلك بمشاركة مجموعة بارزة من قيادات الإخوان من ضمن الحاضرين للاحتفال.
واعتبر النشطاء الليبيون تلك الاحتفالية أنها “مخزية ومحبطة” وكانت الاحتفالية التي أقامتها السفارة التركية في طرابلس، حيث حضرها عدد من قادة ومؤيدي الإخوان، في مقدمتهم رئيس ما يعرف بـ”المجلس الأعلى للدولة” خالد المشري، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، والميليشياوي محمد الحداد، وعضو مجلس الدولة عن مصراتة عبد الرحمن السويحلي، وجميعهم قادة بالتنظيم.
المثير للغضب أن قادة الإخوان والداعمين للتواجد التركي بليبيا، أبدوا دون خجل خلال الاحتفالية سعادتهم وفخرهم بالتدخل التركي في البلاد، زاعمين أنه “أنقذهم” من الإقصاء من المشهد السياسي.
فيما اعترف السفير التركي في ليبيا، كنعان يلماز، أن بلاده خسرت جنودا في ظل حروبها بالبلاد ضد الجيش الوطني الليبي، منذ عام 2019.
وتابع أن استمرار تركيا في دعم الميليشيات الموجودة بليبيا أمر جيد عليه أن يستمر، مدعيا أنه “من حق تركيا تقديم الدعم العسكري لميليشيات الحكومة التي وقعت مع أنقرة اتفاق التعاون الأمني والعسكري”، في إشارة منه إلى اتفاقية “السراج أردوغان” غير المعتمدة من البرلمان الليبي المنتخب.
كما زعم أن تركيا “من حقها الآن وبعد كل هذا الدعم الحصول على حصة من إعمار ليبيا، بمشاركة العديد من شركات المقاولات والإنشاءات التركية، وتولي المشاريع، خاصة تلك ذات العلاقة بمجالات الطاقة”.
ومن ناحيته قال القيادي الإخواني خالد المشري، إنه وجماعته يشعرون بالفخر بالتدخل التركي، حيث وصفه بـ”الحاسم”، وكشف أنه “لولا هذا التدخل لسقطت جماعة الإخوان وأزيحت من المشهد السياسي في ليبيا”.
واتفق معه، القيادي الإخواني عبد الله اللافي، حيث أشاد في كلمته بالحفل، بالتدخل التركي في ليبيا، مضيفا: “باسمي وباسم المجلس الرئاسي نشكر تركيا حكومة وشعبا على كل ما قدموه لدولة ليبيا من مساعدات، سواء كانت على المستوى الأمني أو السياسي”.
ودعمًا لتلك الاحتفالية، أطلقت جماعة الإخوان في مصراتة حفلا آخر داخل القنصلية التركية بهذه الذكرى، للتعبير عن سعادتهم ببقاء أردوغان وفشل الانقلاب، تحت شعار “مصيرنا مرتبط بمصير أردوغان”.
فيما ندد الليبيون بتلك الاحتفاليات التركية في بلادهم، بعد أن نشرت أنقرة الفساد والدمار والإرهاب في ليبيا، ولم تلتزم بأي من وعودها ومازالت تسعى لاستنزاف البلاد، واعتبروا أن الحفل يثبت أن تركيا موجودة بقوة في البلاد، مستغلة في ذلك جماعة الإخوان.
كما كدوا أن تلك الاحتفالية عار على من سمحوا بإقامتها وحضورها، ويرون أنها تعمل ستارا لبدء فصل جديد داخل البلاد، بنوايا غير طيبة على الإطلاق.