على مدى 8 أعوام، منذ انقلابه على والده، تشهد قطر على يد الأمير تميم بن حمد أزمات متتالية أفقدتها هويتها العربية ومكنت من البلاد تركيا وإيران، حتى تفشى الفساد، حيث إن الأسرة القطرية الحاكمة، لم تعرف يوما سوى الغدر والخيانة لصناعة الانقلابات، ليسود بينهم الطمع بالاستيلاء على مقعد الحكم.
من الجد إلى الابن وحتى الحفيد، ورث حكام قطر فكر الانقلاب والخيانة بأبشع صورها أمام مرأى العالم أجمع، حيث إنه اليوم تمر الذكرى الثامنة لانقلاب تميم على والده حمد، وسبقه بتلك الخطوة والده وجده، بعد استقلال الدوحة عن السعودية.
في 1971، بعد تولي الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الحكم انقلب عليه ابن عمه خليفة بن حمد آل ثاني، ونصب نفسه أميرا للبلاد، ليذوق من نفس الكأس على يد ابنه الأكبر، في 27 يونيو 1995، حيث استغل حمد بن خليفة وجود والده في أحد قصور سويسرا، ليعلن نفسه أميرا للبلاد، بعد حفل الوداع الذي أجراه في مطار الدوحة أمام عدسات التلفزيون، كان مخططا للإطاحة به والاستيلاء على مقاليد الحكم، ليشهد باليوم التالي انقطاع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء قطر وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه.
كما نفى حمد أيضا والده الذي سمع بنبأ تنحيته عن العرش من نشرة الأخبار في إحدى الإذاعات، في سوريا، قبل أن يسمح له بالعودة إلى الدوحة في 2004، فضلا عن اعتقال 36 شخصا من المقربين من الشيخ خليفة، لمنع أي محاولة انقلاب منهم عليه.
بعد عدة أعوام، رد تميم القلم مرة أخرى لوالده، ليعيد التاريخ نفسه في العائلة الحاكمة، ففي 25 يونيو 2013، انقلب تميم على والده حمد بن خليفة آل ثاني، واستلم بمساعدة والدته، الشيخة موزة، ليخرج والده حمد سريعا مدعيا تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله تميم، وهو منحنيا شاحب الوجه.
وجاء ذلك رغم تأكيد كافة المراقبين والإعلاميين داخل البلاد، أن ما حدث كان انقلابا جديدا، استطاع الابن الشاب فيه أن يصل لمقاليد الحكم.
ومنذ ذلك الحين، بعد انقلابه على والده، يقود تميم قطر إلى الهاوية بسرعة فائقة، بمساعدة والده ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، تكللت بدعم الإرهاب، والفشل بكافة المجالات لاسيما الاقتصادية، ليحقق انهيارا لا مثيل له.
وبعد تولي تميم لحكم قطر، قاد الدوحة إلى التدهور، وفقا للعديد من الآراء الدولية، فمنذ بداية حكمه، نكث بالمعاهدات والاتفاقات التي وقعتها قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي عامي 2013 و2014، لكنها لم تلتزم بما جاء فيها، وتعهد به تميم بن حمد.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، حيث تخلى تميم عن قطر، لأجل تركيا وإيران الذين مكنهم من بلاده، وسيطر قادتها على خزائن الدوحة، فيما انتشر جنود أنقرة وطهران بقواتها الأمنية وجيشها الوطني، ووهب لهم أمير قطر الاستثمارات والهدايا الباهظة، من بينها الطائرة المثيرة للجدل للرئيس التركي، ما وصل في أحد اللقاءات إلى وصف تميم لأردوغان بأنه بمثابة “والده” وأنه على استعداد لفعل أي شيء له.
وسخرت الدوحة أبواقها الإعلامية لتلميع مؤيديها وقادة الإرهاب، لتنشر سمها بين البلدان العربية، ما تسبب في المقاطعة الدبلوماسية لها عام 2017.
وخانت قطر الدول العربية أثناء تواجدها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، حيث سربت المعلومات لميليشيا الحوثي، لمساندة حليفها الإيراني، ما أدى لإقصائها سريعا من التحالف.
وعلى يد تميم، شهدت قطر تدهورا اقتصاديا بالغا لم تشهده مسبقا، حيث وصفت العملة القطرية بالأسوأ عام 2017 بحسب وكالة بلومبيرغ، وتراجعت أسهم البورصة على مدار عام من المقاطعة لتسجل أسوأ أداء، كما خلت البنوك القطرية من العملات الأجنبية تماما في 2019، وهجرها المستثمرون الأجانب مع بداية المقاطعة العربية لها في 2017.
وخلال الفترة التى حكم فيها تميم قطر وصل الاحتياطي النقدي الأجنبي للإمارة في مارس الماضي إلى 37.6 مليار دولار، بعدما كان 45 مليار دولار في فبراير 2017.
وفي نهاية العام الماضي، طرحت قطر ميزانيتها الجديدة بعجز كبير في موازنة 2021، في ظل ضغوطات تراجع مداخيلها المالية، حيث توجد توقعات عجز بقيمة 34.6 مليار ريال، والذي يفوق العجز المسجل في 2016، خلال أزمة النفط السابقة.
كما تراجعت ودائع القطاع العام القطري لمستويات متدنية خلال أكتوبر ٢٠٢٠، جراء أزمات شح الإيرادات والسيولة النقدية.
فيما هبطت ودائع القطاع العام في أكتوبر الماضي لأدنى مستوى منذ أغسطس 2019، وفقا لتقرير مصرف قطر، حيث وصل إجمالي ودائع القطاع العام حتى نهاية أكتوبر 255.9 مليار ريال، نزولا من 266.2 مليار ريال في سبتمبر العام الماضي.