بعد الإطاحة ببنيامين نتنياهو وتولي النظام الجديد الممثل في نفتالي بينيت، الرئيس الجديد للحكومة الإسرائيلية، سارع نظام الإخوان بالتقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بطرق ملتوية عديدة.
ورغم ما يتاجر به نظام الإخوان بمعاداته لإسرائيل والدفاع المزيف عن القضية الفلسطينية، إلا أنه في الحقيقة يسعى سرا لبناء علاقات قوية مع تل أبيب ورموزها.
وانتشرت لقطة صادمة جمعت بين السياسي الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل، منصور عباس، والذي ظهر فيها مبتسما إلى جوار زعيم يهودي من اليمين المتطرف وحلفائه، عقب دقائق من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء ومنحه أغلبية حاكمة في البرلمان.
وتواطأ الطرفان من أجل الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث دفع منصور عباس إلى المسرح السياسي مساء الأربعاء الماضي، وحقق الفصيل الإسلامي الصغير أغلبية بسيطة للأحزاب اليهودية التي تأمل في عزل نتنياهو.
المثير للاستفزاز، والذي يكشف حقيقة الجماعة ومساعيهم لمصالحهم الشخصية، أنه فور الإعلان عن الائتلاف، خرج عباس لإبداء سعادته، قائلا: “أنا فخور بكوني مواطناً في دولة إسرائيل”.
ومن المقرر أن تصبح القائمة العربية الموحدة، هي أول حزب ينتمي للأقلية العربية التي تمثل 21% من سكان إسرائيل، على أن تشارك في حكومة إسرائيلية.
ويتعرض ممثل الإخوان لانتقادات حادة في الضفة الغربية وفي غزة، حيث ينظر لما قام به باعتباره انحيازا لإسرائيل، حيث تداول النشطاء على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لعباس يتحدث فيه عن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ويصفه بـ”الشهيد”، زاعما أنه “يمثل رمزا لكل الشباب العربي”، وأن “استشهاده يمثل محطة مهمة”، بحسب تعبيره.
وكان عباس، الذي يعمل طبيب أسنان، على خلافات عديدة مع نفتالي بينيت، رئيس الوزراء المقبل في الحكومة الجديدة والزعيم السابق لتنظيم كبير للمستوطنات اليهودية، وأحد المدافعين عن ضم معظم الضفة الغربية المحتلة، ولكنه تجاهلها من أجل الإطاحة بنتنياهو، زاعما أنه يأمل في تحسين أوضاع المواطنين العرب الذين يشكون من التمييز وإهمال الحكومة.
ومن الناحية الأخرى، أكد نفتالي بينيت، الذي سيخلف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، دعمه للإخواني منصور عباس، حيث وصفه بـ”الزعيم الشجاع”.
وأبدى بينيت اعتذاره لعباس، خلال لقاء على القناة 12 الإسرائيلية مساء أمس الخميس، عما وصفه في السابق بـ”داعم الإرهاب”، مضيفا أن “حكومتنا الجديدة ستمثل فرصة لطي صفحة بين إسرائيل والمواطنين العرب”.
كما أكد أن التحالف سيضمن أمن إسرائيل، حيث يتكون من شتى مكونات الطيف السياسي الإسرائيلي، على حد قوله.