الصراع بين إيران وإسرائيل المتبادل الذي لا يتوقف طوال الوقت، يبدو أنه وصل لمرحلة جديدة، أشد شراسة، خاصة بعد أن تفاقم الأمر باستهداف الطرفين لمؤسسات حساسة بالغة الأهمية.
المفاجأة الضخمة اليوم، هو اعتراف إسرائيل باختراق الجدران الإيرانية، بطريقة درامية للغاية أثارت جدلا واسعا.
أعلن رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي المنتهية ولايته، يوسي كوهين، تفاصيل “اختراق قلب إيران”، قائلا: “اخترقنا قلب العدو الإيراني، وعملنا دون هوادة على كشف أسراره المظلمة، وزعزعنا ثقته بنفسه وغطرسته”.
وأضاف كوهين: “جلبنا أرشيفه النووي وكشفنا أمام العالم بأسره برنامجه النووي العسكري ونواياه وأكاذيب إيران التي حاولت خداع العالم”.
وأشار إلى أنه “حتى تتمكن إسرائيل من مواجهة تحدياتها الأمنية يتطلب منها قيادة وشجاعة واستعدادا للعمل”.
كما أكد كوهين، الذي سلم مهام منصبه إلى ديفيد برنياع، أن “النشاط الأمني اليوم هام جدا وليس أقل أهمية من النشاطات الحربية غدا”، مؤكدا “نحن نفهم أن السلام ليس مهمة سهلة لذلك تتضاعف خلال السنوات الأخيرة أهمية الحرب السرية”.
فيما أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حديث كوهين، بقوله: “لقد وثقت بك قبل خمس سنوات ونصف عندما عيّنتك لمنصب رئيس الموساد. وهذا المساء يسعدني أن أقول بملء فمي إنك كنت تستحق هذه الثقة بنسبة 100%؛ إذ كنت تُعتبر أحد أفضل رؤساء الموساد الذين شهدتهم دولة إسرائيل”.
وتابع: إنه “صنع الموساد لنفسه، وله الحق الكبير في ذلك، السمعة باعتباره إحدى منظمات التجسس والإحباط الأفضل في العالم، وأقولها بناءً على تجربتي ومعرفتي الشخصية إنه الأفضل على الإطلاق”.
وفاجأ نتنياهو الجميع خلال المؤتمر بقوله: “كنت أتحداكم وأتحداك بشكل خاص في مسألة واحدة هي ضرورة أخذ زمام المبادرة باستمرار وإمساك الثور من قرنيْه، وأقصد بذلك الثور الخطير الذي يسمى إيران”.
وأردف “قلت لك يوسي إن مهمتك العليا تتمثل في كبح جماح وتثبيط السعي الإيراني نحو امتلاك قنبلة نووية بكافة السبل المتاحة. وكنت أدفع للقيام بذلك من جانبي بينما دفعت أنت لذلك من جانبك”.
وأكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي: “لا أريد ولا يمكنني أن أخوض هنا في تفاصيل كل ما نقوم به في سبيل محاربة نظام الملالي الذي يهدد بإبادتنا. فمن الأفضل في هذا المساء أيضًا أن تظل معظم هذه الأشياء التي تحدث في الخفاء طي الكتمان. ورغم ذلك، يجب التطرق إلى أحد الإنجازات الأبهر التي حققها الموساد منذ تأسيسه ألا وهو الكشف عن الأرشيف النووي السري لإيران وجلبه إلى إسرائيل عام 2018”.
كما لفت إلى أن “الزعماء الإيرانيين دائمًا ينكرون سعيهم لامتلاك أسلحة نووية في أي وقت مضى، لكن هذا الكم الهائل من المستندات والأقراص المضغوطة الذي جلبته من قلب طهران يشكل عملية مدهشة”.
المثير للجدل والغريب بالأمر هو تطرق نتنياهو إلى الفيلم الأميركي “عملية آرغو”، المقتبس من شهادة عميل المخابرات الأميركية السابق توني منديز، في إنقاذ ستة دبلوماسيين أميركيين من طهران، قائلا: “هل سنحت لكم فرصة مشاهدة الفيلم المعنون بـ “آرغو”؟ هذه العملية هي آرغو بامتياز، حيث يثبت هذا الكم الهائل الذي جلبتموه دون أدنى شك أن الحكام الإيرانيين يكذبون بصورة مكشوفة وعلى الملأ”.
وفي ختام حديثه، حذر مجددا من خطر الأسلحة النووية الإيرانية، مشددا على أنها “لن تشكل خطرًا علينا فحسب وإنما ستشكل خطرًا على العالم بأسره. وبالتالي تلقى على عواتقنا وعلى عواتقكم في الموساد بالدرجة الأولى مسؤولية مواصلة العمل باستمرار في سبيل إحباط البرنامج النووي الإيراني”، على حد قوله.