بعد إتمام المرحلة الأولى من المصالحة بين مصر وتركيا، تسود حالة من القلق والرعب بين الإخوان الهاربين لإسطنبول، الذين أسرعوا من خطواتهم لضمان مصالحهم والهروب سريعاً، خوفاً من تسليمهم للقاهرة ليلقوا مصيرهم بعد جرائمهم الإرهابية العديدة بها.
وكشفت مصادر عن هروب باسم خفاجي من تركيا إلى سنغافورة، خوفا من تسليمه للقاهرة بعد إتمام المصالحة بين البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن باسم خفاجي، يعتبر أحد أكبر الممولين لقناة الشرق الإخوانية التي تُبث من تركيا، وهو بالتأكيد ما سيؤثر على القناة التي تشهد عدة أزمات حاليا.
وتابعت المصادر عن وجود أنباء بفرار العديد من مذيعي القناة الإخوانية أيضا إلى ماليزيا، لاستكمال بث برامجهم العدائية ضد مصر بعد تقييد تركيا لهم.
فيما أكد الكاتب السعودي خالد الزعتر، عبر منشور بحسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بداية مرحلة الهجرة الإخوانية في تركيا إلى سنغافورة.
وأضاف الزعتر أنه: “بدأت مرحلة التفكك والهجرة للعناصر الإخوانية في تركيا، أحد ممولي قناة الشرق التابعة للإخوان بإسطنبول يتجه للإقامة في سنغافورة الفترة المقبلة”.
ويعتبر باسم خفاجي، هو عراب إعلام الإخوان في تركيا، حيث خاض مفاوضات عديدة بالبداية لاستقطاب عناصر الجماعة مع كل القوى السياسية المدنية الهاربة إلى تركيا، وإقناعهم بالعمل في قناة الشرق، وقدم نفسه مرشحا محتملا في انتخابات الرئاسة المصرية لعام 2012، إلا أنه تراجع عن الترشيح بعد ذلك، وحاول تشويه صورة بلاده عبر العديد من المبادرات الإخوانية لتصليح العلاقات.
وخلال مطلع الشهر الجاري، جرت المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا، حيث أصدرت الخارجية المصرية، بيانا أكدت فيه أن المُباحثات الاستكشافية بين وفدي مصر وتركيا التي احتضنتها القاهرة؛ جرت رئاسة نائب وزير الخارجية السفير حمدي سند لوزا، ونائب وزير خارجية تركيا السفير سادات أونال، وشهدت بحث القضايا الثنائية، وعدد من القضايا الإقليمية، خاصة الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط، مشيرة إلى أنه “سيقوم الجانبان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة”.
فيما علق نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، على المباحثات التي استمرت يومين بالقاهرة، بقوله إنه على الرغم من أن العلاقات مع مصر تشهد توترا في الآونة الأخيرة، إلا أن التعاون الثنائي يصب في مصلحة البلدين.
وأضاف أقطاي، خلال مقابلة تلفزيونية: “نحن منفتحون على تطوير علاقاتنا مع جميع دول المنطقة وعلى أساس الاحترام المتبادل بين الجانبين”، مؤكدا: “قد تكون علاقتنا السياسية مع مصر متوترة، لكن تعاون البلدين يصب في صالحهما، وهي جارتنا في شرق المتوسط، ولدينا علاقات قرابة وشراكة تجارية معها”.
وتابع أن “هذه الخطوة أظهرت الرسائل اللازمة حول تحسين العلاقات.. لا يمكن القول إن العلاقات مع مصر انقطعت بالكامل، فقد كانت هناك اتصالات استخباراتية ودبلوماسية، والآن بدأت عملية التطبيع على مستوى نواب الوزراء”.
ومنذ فبراير الماضي، تحاول تركيا بكل السبل إعادة العلاقات مع مصر، والتي بدأت بالتودد والمغازلة عبر العديد من التصريحات ثم تقييد أنشطة الإعلام الإخواني بإسطنبول ومنع منح الجنسيات لهم وتهديد قادتهم، لتسارع الزمن من أجل أول زيارة مرتقبة من أنقرة للقاهرة بمايو المقبل.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا توترا بالغا وصل لقطيعة دبلوماسية، منذ عزل الشعب للرئيس الإخواني محمد مرسي ، في عام 2013، والذي تزعم أنقرة أنه انقلاب، لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تدينه السلطات المصرية، كونها ثورة شعبية واضحة، متهمة تركيا بدعم جماعة “الإخوان المسلمين” التي أعلنتها القاهرة رسميا “تنظيما إرهابيا”، وفاقم الأوضاعَ الخلافاتُ بينهما فيما يخص الملف السوري والليبي.