بسبب المساعي الخبيثة لإيران وتركيا، تدهورت الأوضاع في سوريا عن آخرها، منذ بداية الصراعات الأهلية بها، ونزوح الآلاف، ومقتل آخرين وتهدم المنازل وسرقة الآثار، تحت وطأة قدم أنقرة وطهران، حتى أشاعوا الفوضى والإرهاب، إلى أن وصل لتجردهم من الإنسانية تماما بتعطيش الأهالي عبر التأثير على نهر الفرات.
أثار انخفاض منسوب نهر الفرات، مخاوف وقلقًا عالميًا ضخما، خاصة مع انتشار أقاويل أن ذلك من علامات نهاية العالم، حيث بلغ منسوبه مستويات قياسية، نتيجة قلة الوارد المائية القادمة من تركيا، بالإضافة للعوامل المناخية، ما ينذر بأزمات حادة تصيب القطاع الزراعي.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا مأساوية للنهر، الذي يعتبر أكبر أنهار سوريا بعد أن تراجع منسوب تدفق المياه فيه إلى أقل من النصف، خلال الأيام الماضية، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منسوب نهر الفرات انخفض بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التاريخ بسبب حجب الجانب التركي لمياه النهر بحيث بات لا يتجاوز 200 متر مكعب في الثانية.
وحذر المرصد السوري من كارثة وشيكة تهدد حياة وسبل معيشة أكثر من ثلاثة ملايين سوري يعتمدون على النهر في تأمين مياه الشرب والكهرباء والري.
ويعتبر ذلك بمثابة انتهاك صارخ للاتفاقية الموقعة بين سوريا وتركيا عام 1987؛ والتي تلزم تركيا بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا.
كما وقعت سوريا اتفاقية مع العراق، عام 1989 ونصت بأن تكون حصة بغداد الممررة لها عند الحدود السورية العراقية 58٪ من مياه الفرات مقابل 42٪ لسوريا من أجمالي الكمية التي تردها من تركيا.
وينبع نهر الفرات من تركيا ويمر لسوريا، حيث يجري في العراق، حيث يلتقي في جنوبها مع نهر دجلة، ليشكلا شط العرب.
وداخل سوريا، يمر النهر عند مدينة جرابلس بريف حلب يمر النهر في محافظة الرقة وبعدها بدير الزور ثم يخرج من الأراضي السورية عند مدينة البوكمال ليدخل العراق عند مدينة القائم في الأنبار، وفي الجنوب يتحد معه نهر دجلة فيشكلان شط العرب الذي تجري مياهه مسافة 120 كيلومترا جنوبا لتصب في الخليج.
وتسبب تراجع منسوب المياه في نهر الفرات في خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية عن الخدمة، ما يهدد حياة أبناء شمالي وشرقي سوريا الذين يعتمدون على الزراعة، فضلا عن توقف العديد من محطات ضخ المياه الخاصة بالشرب أو الري في العديد من المناطق بسبب ابتعاد مجرى النهر عنها.
ومع انخفاض كمية المياه المتدفقة إلى سوريا والمؤثرة على العراق، ضمن مخطط تركيا لتعطيش البلدين، قالت “الإدارة الذاتية” التي تحكم مناطق شمال وشرق سوريا إنها خفضت حصة الجانب العراقي.
كشفت خريطة نشرتها المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية، عن مستوى الجفاف الذي يضرب مناطق جنوبي تركيا المحاذية لمناطق شمال شرقي سوريا.
وهو بالفعل ما أظهرته الخريطة الحديثة للنهر، عن نسب الجفاف العادية والخطيرة، حيث خفضت تركيا نسبة المياه بسبب نقص هطول الأمطار لديها الشتاء الماضي، بالإضافة إلى أسباب سياسية أخرى وراء قطع للمياه عن مناطق شمال شرقي سوريا.