بسبب مراوغة ومماطلة الحكومة التركية في تنفيذ وعدها بإعادتهم إلى بلادهم سوريا، أو نقلهم إلى أنقرة، يلجأ المرتزقة بليبيا، لحيلة جديدة للتخلص من القيود والتدهور المعيشي الذي يلقونه، ومنع صرف رواتبهم، في ظل المطالبات الدولية والمحلية وعلى رأسهم محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي بضرورة خروج كافة المقاتلين الأجانب من البلاد.
ويلجأ المرتزقة السوريون الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال مع حكومة الوفاق السابقة، إلى حيلة من أجل إعادتهم لبلادهم، وهي دفع رشاوى للأطباء لإصدار تقارير طبية مزورة بشأن حالتهم الصحية تمكنهم من العودة إلى سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن المرتزقة لجأوا إلى تلك الحيلة من أجل الالتفاف على الموقف التركي، المتمسك بإيقاف عودة المرتزقة، رغم إبلاغهم بذلك ونقل دفعة واحدة مسبقا قبل أشهر.
وكشف المرصد السوري أن قلة قليلة من أعداد فردية تمكنت مؤخرا من العودة إلى سوريا.
يأتي ذلك بعد أن أرسلت الحكومة التركية مطلع الشهر الجاري دفعة جديدة من المقاتلين السوريين مؤلفة من 380 مرتزقا إلى ليبيا، وتحديدا طرابلس.
والشهر الماضي، أعلنت تركيا إعادة المرتزقة من الأراضي الليبية بعد أعوام من نشر الأعمال الإجرامية والإرهابية بالبلاد، وهو ما تخاذلت عنه حيث بدأت المراوغة والمناورة في هذا الشأن، منذ إصدار أوامر لعدد من المرتزقة بالاستعداد للعودة إلى سوريا.
وتسببت تلك المراوغة وتأخر عودة المرتزقة، في حالة من الغضب والاستياء بينهم، حيث يعانون من أزمات عديدة مسبقا بسبب تأخر دفع رواتبهم ومنعهم من العودة.
ويعتقد بعض المرتزقة أن أخبار عودتهم إلى سوريا مجرد ألاعيب تركية وعودة إعلامية فقط، حيث يوجد في تركيا أكثر من 6630 مرتزقا، فضلا عن وجود نوايا تركية لاستمرار تواجد الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا من أجل حماية قواعدها، رغم أن الكثير من المرتزقة يرغبون في الانتقال إلى أوروبا عبر إيطاليا.