رغم إخماد نيران هجوم أربيل بكردستان العراق، في 15 فبراير الجاري، الذي يعتبر الأول منذ تولي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، ما زالت أحداثه متأججة بالولايات المتحدة، لتتجه الأنظار حاليًا إلى تورط إيران بالأمر.
وفي 15 فبراير، استهدف صاروخ القاعدة الجوية بأربيل في كردستان العراق، ما أسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي وإصابة خمسة آخرين، بالإضافة إلى جندي أميركي في الهجوم، وهو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ حوالي شهرين، وتبنته ميليشيات سرايا أولياء الدم.
ويرى خبراء أميركيون أن إيران تقف بصورة مباشرة خلف ذلك الهجوم، وفقا لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية في تقريرها اليوم السبت، حيث نقلت عن دبلوماسي أميركي كبير سابق وخبير إقليمي، لم يتم الكشف عن اسمه، تأكيده أن الهجوم به بصمات عدة تدل على تورط إيران، من خلال استخدام التكتيكات والأسلحة والمنشورات التي تم بثها عبر الإنترنت والتي كانت مشابهة للغاية لهجمات سابقة تعرضت لها أهداف أميركية في العراق.
فيما قال دوغلاس سيليمان، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في العراق من 2016 إلى 2019 : إنه ليس لديه أي شك بشأن هوية صاحب الهجوم، وهي الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران.
ويرى سيليمان أن هجوم أربيل كان مخططا له بجدية مسبقا، وهو ما ظهر في استخدام الخبرات العسكرية التي اكتسبتها الميليشيات الشيعية على مدار العقد الماضي في القتال ضد داعش والتدريب على يد إيران، واستخدام الأسلحة، المقدمة من طهران.
وتابع الرئيس الحالي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، أنه يوجد تعريف محلي هو “الميليشيات الولائية”، والذي يعني “إنشاء عدد من المجموعات الأصغر في محاولة لتجنب أي مسؤولية عن استخدام العنف”، مشيرا إلى “سرايا أولياء الدم” التي أعلنت لاحقًا مسؤوليتها عن الهجوم، والتي يعتبرها مجرد “واجهة” للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.