عداء ضخم متأجج لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه مصر، ظهر جليا منذ الإطاحة بنظام المعزول محمد مرسي وحكم الإخوان، ليحتضن أفراد التنظيم الإرهابي علنا ويدعم جرائمهم ضد الشعب المصري، وهو ما تسبب في أزمات سياسية ودبلوماسية بين البلدين.
في الآونة الأخيرة، بعد أن خيمت العزلة على تركيا جراء سياسات رئيسها ودعمه للإرهاب بالعالم، اتجه للتقارب مع عدة دول منها مصر، حيث خرج وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قائلا إنه: “إذا اتخذتا خطوات صادقة وملموسة وبناءة فإننا سنرد عليهما إيجابا أيضا، بإمكاننا معالجة الوضع من خلال مثل هذه الإجراءات الرامية لتعزيز الثقة المتبادلة، ولتحديد خريطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية”.
وبالتزامن مع ذلك، أبدى الساسة الأتراك ومنهم أردوغان تغييرا ومحاولات تقارب مع مصر، وتحولت من الهجوم إلى المغازلة وخاصة عبر وسائل الإعلام، بينهم مستشار الرئيس التركي ياسين أَقطاي، حينما قال إن “الجيش المصري جيش عظيم، ونحن نحترمه كثيرا، لأنه جيش أشقائنا”.
ولتحقيق المصالحة مع مصر، أكدت عدة تقارير أن أردوغان يتجه للتنازل عن الإخوان التي تحتضنهم تركيا بعد فرارهم من القاهرة، والبالغ عددهم أكثر من 200 فرد، خلال الأشهر المقبلة، كدليل على صدق نوايا أنقرة.
كما يتجه أردوغان إلى تسليم الهاربين بأنقرة للسلطات المصرية وإغلاق قنوات الإرهاب ووقف الخطاب التحريضي ضد مصر، في خضم المحادثات الحالية للمصالحة.
وتتجه تركيا للتخلي عن الإخوان بعد إثبات فشل ذلك التحالف الإرهابي الذي كلف البلاد أضرارا جسيمة بمختلف مجالاتها، فضلا أن مساعي أردوغان للفوز بولاية رئاسية جديدة لذلك يحاول تحسين صورته أمام شعبه.
وتعرضت العلاقات المصرية التركية لخلافات حادة بعدة فترات، ولكنها تأججت في عهد أردوغان بسبب دعمه مخططات تنظيم الإخوان ضد مصر، ليثور ضدها، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية، حيث حاول تشويه الثورة والإساءة للشعب والنظام الحاكم، لذلك خفضت القاهرة تمثيلها الدبلوماسي لدي تركيا وأيضا طرد السفير التركي من البلاد.
ورغم ذلك، كان أردوغان مستمرا في دعمه اعتصام الإخوان في مصر وتاجر بالأوضاع التي أعقبت الثورة، ووجه انتقادات لاذعة ونشر الأكاذيب عبر التصريحات الاستفزازية.