أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير من الجدل بعدما ألمح أن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كان التوصل إلى تسوية سياسية بين موسكو وكييف بات ممكنًا.
وحسب وسائل إعلام محلية، تصريحات ترامب، التي حملت نبرة تفاؤل حذر، فتحت باب التكهنات مجددًا حول قرب نهاية واحدة من أكثر الحروب دموية وتعقيدًا في أوروبا منذ عقود.
مسار التفاوض شهد تقدمًا ملحوظًا
ترامب أكد أن مسار التفاوض شهد تقدمًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، لكنه لم يُخفِ وجود ملفات شديدة الحساسية ما تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي، وفي مقدمتها مصير إقليم دونباس.
ووصف هذا الملف بأنه الأكثر تعقيدًا، في ظل تشابك أبعاده العسكرية والسياسية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن واشنطن تواصل العمل لإيجاد مخرج توافقي يضع حدًا للصراع.
كما أن اللافت في تصريحات ترامب كان حديثه عن استعداد روسيا للمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، في إشارة فُسرت على أنها محاولة لتقديم حوافز اقتصادية وسياسية تشجع على التسوية.
هذا الطرح أثار اهتمامًا واسعًا، لكنه قوبل أيضًا بتشكيك، خصوصًا في الشارع الأوكراني الذي ما يزال يرزح تحت وطأة الهجمات وانهيار البنية التحتية.
توافق مبدئي مع واشنطن
في المقابل، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن توافق مبدئي مع واشنطن بشأن إطار للضمانات الأمنية، موضحًا أن المقترح الأميركي يمتد لنحو 15 عامًا مع إمكانية التمديد، بينما تطالب كييف بضمانات أطول أمدًا لضمان عدم تجدد الحرب.
كما شدد زيلينسكي على أن أي اتفاق سلام شامل سيُعرض على الاستفتاء الشعبي، وأن رفع الأحكام العرفية سيكون مرتبطًا بالحصول على ضمانات أمنية واضحة وملزمة.
محللون يرون أن مجرد الدخول في نقاش تفصيلي حول القضايا الجوهرية يمثل خطوة إيجابية، لكنه لا يعني بالضرورة اختراقًا حاسمًا، فالتباينات ما تزال واسعة، خاصة بشأن الأراضي والضمانات الأمنية، إضافة إلى حساسية الرأي العام في أوكرانيا تجاه أي إشارات تُفسَّر على أنها تنازل لموسكو.
من الجانب الروسي، تبدو موسكو متمسكة بمواقفها الأساسية، معتبرة أن مسألة دونباس تشكل جوهر الصراع، مع تفضيلها الوصول إلى تسوية عبر القنوات الدبلوماسية إذا ضمنت تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وبينما ترى واشنطن أن الأسابيع المقبلة قد تحمل حسمًا سياسيًا، يحذر مراقبون من أن التوازن بين المسار التفاوضي والتطورات الميدانية سيبقى العامل الفاصل في تحديد ما إذا كانت الحرب تتجه فعلاً نحو نهايتها، أم أنها تدخل فصلًا جديدًا بانتظار تسوية أكثر تعقيدًا.

